نشر مركز مكافحة الإرهاب في الولاياتالمتحدةالأمريكية المعروف باسم أكاديمية ''وست بوينت'' العسكرية دراسة يوم الجمعة الماضي تدور محاورها حول الإرهاب في الجزائر، وجاء في محتواها أن العمليات الإرهابية في الجزائر شهدت تراجعا ملحوظا، فمن 200 عملية إرهابية أحصاها المعهد في السنة الماضية تقلص وتراجع العدد إلى النصف حيث تم تسجيل 106 هجوم إرهابي هذه السنة، حسب نفس النشرية الصرامة في مكافحة الظاهرة يحد من تشويشها على الرئاسيات المقبلة تقلص أماكن تنفيذ العمليات إلى 70 بالمائة وأضافت ذات المصادر أن العمليات الإرهابية في الجزائر أصبحت تنفذ في نطاق محدود، خاصة في ظل تضييق الأمر على المتشددين الذين أصبحوا في عزلة متزايدة بسبب المضايقة والمحاصرة الكبيرة من قبل مختلف قوات الأمن الجزائرية، حيث انخفض النطاق ب 70 بالمائة، وهذا بعد تحسن الإجراءات الأخيرة خاصة في المنطقة التي كان يطلق عليها ''مثلث الموت'' التي تمتد في منطقة جبلية تقع إلى الشرق من العاصمة الجزائر، وهي ''الأربعاء، سيدي موسى، بن طلحة''. إلى جانب ذلك تؤكد نفس الوثيقة أن ذات الجماعات أصبحت تعاني من الضائقة المالية الكبيرة، حسب روقان مؤلف الدراسة الجديدة والباحث في مؤسسة البحوث الدفاعية. أما عن العناصر الإرهابية التي بقيت تمارس آخر محاولاتها اليائسة هنا وهناك فإنها لا تمثل سوى بعض العناصر التي بقيت مجموعات منها من بقايا سنوات التسعينات. حسب ذات المصادر ولقد أصبح الإرهابيون، تضيف الوثيقة ، يستندون في تنفيذ هجماتهم الإرهابية على دوافع أخرى لم يعد للدين نصيب فيها، كما كانت تستعمل مختلف البيانات الإرهابية لتبرير القتل بسبب الدين، حسب ما كانت تزعم العديد من التنظيمات، لكنها اليوم أصبحت تعتمد على دوافع اقتصادية، وأصبحت تستعمل الحواجز المزيفة لنهب المال، ضف إلى ذلك انتشار ظاهرة الاختطاف طلبا للفدية. كما أصبحت الهجمات الإرهابية تستعمل تقنيات تكنولوجية عالية في تنفيذ عملياتها تستوردها من خارج الحدود، وأصبحت التفجيرات الانتحارية هي السبيل الوحيد لها، خاصة وأنها أصبحت تتحكم فيها عن بعد من دون استعمال شخص انتحاري . تقول الوثيقة سالفة الذكر''. وبررت ذلك ب ''يبدو أنها تعبر عن نقص في الخبرة الفنية، أو مشكلة في المعدات''. وحول بعض الأصوات التي تربط تزامن الانتخابات الرئاسية المقبلة وعودة العمليات الإرهابية تقول نفس الدراسة ''يبدو أن النمط الثابت لمحاربة الظاهرة يظهر الفريق أكثر عزلة، مما كانت عليه من قبل لذا هذا يستبعد ربط الرئاسيات بهذا الأمر''، وتختم الدراسة بالاستنتاج ''إن جهود مكافحة الإرهاب كانت أكثر نجاحا في الجزائر''. يشار إلى أن الشرطة الجزائرية اليوم أصبحت تتمركز في الأماكن التي كانت لا تجرأ على دخولها أيام العشرية السوداء، مما يبرز تحسن الأوضاع الأمنية في الجزائر بشكل ملفت.