أفادت أمس وكالة "رويترز" للأنباء، أمس، في تقرير خاص أن العنف قد انخفض في الجزائر بشكل ملحوظ خلال شهر نوفمبر الفارط مقارنة بشهري سبتمبر وأكتوبر الماضيين، حيث تم تسجيل ثمانية قتلى أغلبهم من الإرهابيين. م.س قدمت وكالة "رويترز" للأنباء وكعادتها خلال نهاية كل شهر تقييما للوضع الأمني في الجزائر خلال شهر نوفمبر الفارط، وأوضح تقرير الوكالة الذي استند إلى تقارير إعلامية تم جمعها من الصحافة الوطنية أن عدد قتلى "العنف السياسي" وصل ثمانية قتلى ستة منهم إرهابيون، خلال هذا الشهر مقابل 13 قتيلا خلال شهر أكتوبر و31 خلال شهر سبتمبر. ويظهر التقرير وجود انخفاض محسوس في العنف خلال الشهر الفارط، وهو ما يؤكد مجددا تراجع نشاط الجماعات المسلحة التي سبق وأن أفادت مصادر متعددة أنها تعاني من عدة مشاكل تنظيمية وتمويلية تؤثر على مخططاتها. ويأتي تقرير رويترز بعد أسبوعين تقريبا من دراسة للباحثة النرويجية هانا روجان المهتمة بتحركات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وشمال إفريقية، لتؤكد أن الجماعات الإرهابية تعاني من عجز في تمويلها، خاصة بعد الانقسام في صفوفها بين الشمال والجنوب، مشيرة من جهة أخرى إلى أن العمليات التي تقوم بها هذه الجماعات تدل على وجود نقص كبير في المهارات والخبرات العسكرية، وكذا عدم توفر الأسلحة ذات النوعية الجيدة. وترى الباحثة النرويجية من جهة أخرى أن قوات الأمن قد نجحت في مهمة محاصرة الجماعات الإرهابية وتقليص مساحة نشاطها بنسبة 70 بالمائة، وهو ما اعتبرته هانا روجان عاملا آخر، أدى إلى تقلص العمليات التي تقوم بها هذه الأخيرة. ومن جهة أخرى فقد ركزت قوات الأمن حسب ما تشير إليه مصادر إعلامية إلى محاصرة نشاط هذه الجماعات عبر شبكة الانترنت وحرمانها من نشر بياناتها عبر الشبكة، غير أن الباحثة تقر بإمكانية لجوء هذه الجماعات إلى الاستفادة من فترة هدوء حتى تتمكن من إعادة تنظيم نفسها مجددا، وتجدر الإشارة على أن الجزائر تسعى منذ فترة بالتعاون مع شركائها في الحرب على الإرهاب إلى تجميد أرصدة عدد من الإرهابيين، والعمل على مكافحة تبييض الأموال كحل لتجفيف مصادر تمويل الإرهاب.