قال السعيد بوحجة عضو الأمانة التنفيذية المكلف بالإعلام على مستوى حزب جبهة التحرير الوطني إن قيادة الحزب ترفض ظاهرة التجوال بين الأحزاب التي يمارسها بعض المنتخبين من مختلف التشكيلات السياسية، واعتبر أن القضية ترتبط في الأساس بقناعات هؤلاء المنتخبين الذين اختاروا حزبا عن الأخر، ولم يتردد بوحجة في التأكيد مجددا بأن عبد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة هو الرئيس الشرفي للأفلان وسيكون مرشح الحزب العتيد للرئاسيات المقبلة. تصريحات بوحجة التي أدلى بها إلى يومية "صوت الأحرار" في اتصال هاتفي، جاءت على اثر ما تداولته بعض الأطراف السياسية وفي مقدمتها الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون والمتعلقة باتهام حزب جبهة التحرير الوطني بممارسة ضغوطات على منتخبيها البرلمانيين والمحليين على حد سواء من خلال دعوتهم لمغادرة حزبها والانخراط في الأفلان أو عن طريق دعوتهم لدعم ترشح بوتفليقة لعهدة ثالثة. ومن هذا المنطلق أكد المكلف بالإعلام على مستوى الأفلان أن المناضلين الذين لهم قناعات راسخة من المستحيل أن يتمكن أي كان تغييرها أو الضغط عليهم ليغادروا مقاعدهم، لأن القضية كما قال هي قضية مبدأ وقضية قناعات في وقت نسجل فيه أنه حتى الحزب العتيد ذاته كان ضحية هذه الهجرة عندما غادر بعض منتخبيه وانتقلوا إلى تشكيلات سياسية أخرى. وأضاف المتحدث موضحا أن ما حدث بالنسبة لحزب العمال هو نتيجة للضغط الممارس من قبل قيادة الحزب على المنتخبين، كما أن هؤلاء المنتخبين لم تكن لهم أي قناعة سياسية ولم يؤمنوا يوما بفلسفة هذا الحزب على أساس أن تعيينهم في القوائم الانتخابية كان في أخر لحظة لسد الفراغات. أما عن كون حركة مجتمع السلم ترفض ضم منتخبي حزب العمال، فهذا أمر طبيعي كما أكد بوحجة، لاسيما وأن هذا الحزب يتعرض في فلسفته كلية مع حزب العمال وبالتالي فهو يفرض شروطا صارمة على هؤلاء المنتخبين المهاجرين من حزب العمال بما حال دون إمكانية قبولهم، على عكس الأفلان الذي يتقارب في وجهات النظر مع حزب العمال بما سمح لعديد من المنتخبين أن يجدوا ضالتهم في هذا الحزب العتيد. بوحجة وفي رده عن هذه الاتهامات قال بوحجة إن الحملة الانتخابية لم تبدأ، وكل ما في الأمر هو ان هناك عديد من التشكيلات السياسية التي باتت تخسر قواعدها ومنتخبيها يوما بعد يوم بسبب مواقفها الحزبية غير المنسجمة مع تطلعات هؤلاء المناضلين، في وقت نجد فيه ان الأفلان يرفض مثل هذه الممارسات المتعلقة بالتجوال أو الهجرة لأنه يهتم ويقدس استقرار باقي الأحزاب لأن في استقرارها ضمان وتجسيد للممارسة الديمقراطية التي تضمن بدورها تنمية مستدامة للجزائر. أما فيما يتعلق بتصريحات أبو جرة سلطاني المرتبطة بمحاولة تجريد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من صفته النضالية كرئيس شرفي لحزب جبهة التحرير الوطني، فقد اعتبر بوحجة أن حركة مجتمع السلم تنمي إلى أحزاب التحالف الرئاسي هي ملزمة بدعم برنامج رئيس الجمهورية كما تم الاتفاق عليه، وعلى هذا الأساس لا يجب الخلط بين ترشح رئيس الجمهورية لعهدة رئاسية ثالثة وبين برنامجه كرئيس دولة خارج أي نطاق حزبي وهو البرنامج الذي يخص الجمهورية وتجد كل تشكيلة سياسية نفسها بداخله. وفي سياق متصل دعا بوحجة سلطاني وأعضاء حركة مجتمع السلم إلى تجاوز مثل هذه القضايا التي لم تعد مطروحة للنقاش والاهتمام بأولويات أخرى تخص الصراعات القائمة على مستوى حزبهم والتي تكاد تعصف به في أي لحظة وذلك بدل الخوض في شؤون الأحزاب الأخرى.