سياسة الرئيس جورج بوش المتوجة بالفشل في الولاياتالمتحدةالأمريكية تجد لها انفراجات في الشرق الأوسط ومساحات استرخاء في العالم العربي تحديدا.. فكلما وصلت الحرب العالمية على الإرهاب بقيادة بوش إلى إعلان فشلها يظهر من يعزز "نظرية الحرب على الإرهاب" ويعيد الشرعية لمخططات البيت الأبيض ويضع المعارضين الأمريكيين في زنقة الحصار وعلى شفا حفرة من هزيمة منتظرة بعد إن اسقطوا أوراق المحافظين الجدد وضمنوا انتصارا في جولات التنافس الانتخابي.. جورج بوش يحاول عبثا إسقاط خصومه ويفرض نفسه قائدا أمريكيا في "زمن الضرورة".. وأدوات انتصاره لا وجود لها في الولاياتالمتحدةالأمريكية التي لا يمتلك فيها خصائص القوة المعنوية القادرة على مجابهة خصومه السياسيين.. قوة جورج بوش تكمن في الشرق الأوسط والعالم العربي الواقع في نطاق سيطرته المطلقة والذي جعل منه مسرحا مؤثرا في العقل الأمريكي وهو يشاهد فيه "تراجيديا" الإرهاب.. الرئيس جورج بوش هو ألأضعف في الداخل الأمريكي.. وخصومه هم الأقوى وبيدهم أوراق إدانة لسياسة البيت الأبيض ودلائل على فضح انكساراته العسكرية والسياسية في العراق وأفغانستان.. لكن "تراجيديا" الأحداث في الشرق الأوسط كأنها تبعث في وجود "بوش" القوة من جديد وتجعل من مخططاته ضرورة حتمية تستحق أن يضحي من أجلها الأمريكيون.. فالأصوات المنبعثة من كهوف جبال أفغانستان تنذر الأمريكيين بالوعيد وتضعهم قاب قوسين أو أدنى من الخراب والدمار.. والرئيس جورج بوش لم يكتف بصدى صوت "قندهار" في محاولاته الفاشلة لدحر خصومه في الداخل الأمريكي وتعزيز مواقع المحافظين الجدد.. وهو يجد معقلا إرهابيا جديدا يتنامى في القرن الإفريقي سيفرض عليه إعداد الخطط الإضافية في "الحرب على الإرهاب".. وفي الصومال نهاية القرن الإفريقي القاتل يتربع الزعيم ألأعلى للمحاكم الشرعية فوق عرشها غير المستقر في نظام دولة ساقطة منذ زمن وهذه المحاكم ستتوحد في هيئة واحدة تأخذ شكل نظام سياسي جديد تعزز الحركة الإسلامية به مواقعها.. وتضمن لوجودها امتدادا جغرافيا واسعا في أكثر المناطق حيوية.. و"حسن ضاهر عويس" الزعيم الأعلى للمحاكم الشرعية سيكون "مسمار جحا" في الحرب العالمية على الإرهاب في قارة إفريقيا.. ف "عويس" رجل الدين المتشدد مدرج في قوائم الولاياتالمتحدة باعتباره إرهابي متهم بإقامة علاقات مع تنظيم القاعدة.. إفريقيا أضحت منذ مجيء "عويس" مسرحا آخر ل "الحرب على الإرهاب" في فصول المخطط الأمريكي العالمي الذي يقوده المحافظون الجدد .. ف"أفغانستان" في آسيا.. والصومال في إفريقيا التي أخذت رغما عنها مواقعها في الخنادق الأمامية ل"حرب جورج بوش على الإرهاب فهي المخرج السحري الجديد لمأزق البيت الأبيض".. ومسرح عرض جديد في "تراجيديا الإرهاب".