أكد أمس الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم أن القادة الصينيون لم يبخلوا بشيء على الجزائر خلال ثورة الجزائر، مشيرا إلى أن الصين حاضرة اليوم بقوة في دعم معركة التنمية الشاملة التي تعد أشد صعوبة من معركة التحرير، ومن جهته أشاد سفير الصين بالجزائر بعمق العلاقات بين البلدين داعيا إلى تلقينها للأجيال الصاعدة من أجل المحافظة عليها. عاد عبد العزيز بلخادم الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية في خطابه الذي ألقاه خلال الاحتفال الذي نظمه حزب جبهة التحرير الوطني أمس بنادي الجيش بمناسبة مرور خمسين عاما على العلاقات بين الجزائري والصين الشعبية إلى اللبنة الأولى في العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والصين التي تعود إلى العهد الاستعماري عندما كان الشعب الجزائري يخوض معركة شرسة ضد قوات الاحتلال الفرنسي، وقال في هذا الإطار"إن قيام جمهورية الصين بذلك العمل التاريخي كان أكبر دعم ومساندة للثورة الجزائرية التي انتقلت إلى جانب العمل العسكري ضد قوات الاحتلال عبر التراب الوطني، إلى اختراق المحافل الدولية والتحرك نحو دول العالم لاستقطاب المزيد من الدعم والمساندة لتصبح قضية الجزائر قضية دولية وليست مجرد معارك للخارجين على القانون كما كان يحلو للاحتلال أن يروجه إعلاميا وسياسيا". ومن وجهة نظر بلخادم، فإن علاقة الحكومة الجزائرية المؤقتة آنذاك مع أول دولة خارج العالم العربي مع الثورة الجزائرية كان بمثابة دفعا مهما جعل الثورة التحريرية تزداد قوة، فالصين لم تبخل على الجزائر بالسلاح وفتح كلياتها العسكرية لاستقبال الشباب الجزائري للتدريب عل الطيران وجميع أنواع التدريبات العسكرية الأخرى، كما لم تدخر دعما ماديا أو سياسيا لمساندة الثورة التحريرية، كما كانت الصديق الوفي للثورة وللجزائر المستقلة، ويؤكد بلخادم أن القادة الصينيون لم يحددوا يوما ما يقدمونه للجزائر، بل كانوا يقولون لقيادة الثورة حددوا مطالبكم وكل احتياجاتكم، وأن كل الاحتياجات مثلما أوضح المتحدث كانت تلبى دون نقاش. وعرج ممثل رئيس الجمهورية في خطابه على العلاقات الدبلوماسية الجزائرية الصينية بعد استقلال الجزائر، حيث لم تمض سنة على استقلال الجزائر حتى كانت زيارة شوان لاي للجزائر المستقلة لتعقبها زيارة أخرى سنة 1965 وعلى مدى سنوات الاستقلال كانت العلاقات الجزائرية-الصينية مثلما يذهب إليه بلخادم في تصاعد مستمر لأنها ارتكزت على أسس متينة قوامها التعاون ومراعاة المصالح المشتركة ودفع عجلة التنمية بما ينهي حالة التخلف التي أورثها الاستعمار لدولة الجزائر بعد استعادة السيادة، مشيرا إلى أن الصين حاضرة اليوم وبقوة وتساهم في دعم هذه معركة التنمية الشاملة التي هي أكبر وأشد صعوبة من معركة التحرير، مذكرا بالزيارات التي قادت الرئيس بوتفليقة إلى جمهورية الصين الشعبية وكذا زيارات نظيره الصيني إلى الجزائر مما أعطى ترجمة حقيقية للإرادة السياسية لقادة البلدين في الارتفاع بمستوى التعاون إلى المساهمة بشكل ايجابي وفعال في خدمة المصالح المشتركة الاقتصادية والسياسية والثقافية، على صعيد آخر أشاد بلخادم بالعلاقات التاريخية والمتينة والمتنامية بين حزب جبهة التحرير الوطني والحزب الشيوعي الصيني. ومن جهته، وخلال الكلمة التي ألقاها بالمناسبة، أشاد سفير الصين في الجزائر "ليو يو" بعراقة العلاقات الجزائرية الصينية، معرب عن شكره وشكر الشعب الصيني للجزائر على الصداقة الجيدة التي طبعت هذه العلاقات طيلة 50 عاما. وعاد السفير الصيني إلى الحديث عن جذور هذه العلاقات منذ ثورة التحرير مشيرا إلى أن كلا من الصين والجزائر قد عرفتا ضفتين تاريخيتين متشابهتين، مؤكدا على ضرورة إبقاء المجاهدين اللذين قدموا الاستقلال للشعب الجزائري على طبق من ذهب في الذاكرة. وعرج السفير بعد ذلك على العلاقات بين البلدين في المرحلة الحالية معتبرا أن التعاون بينهما قد عاد بالخير على الشعبين داعيا إلى ضرورة توعية الأجيال المقبلة في كلا البلدين بعمق هذه الصداقة من أجل الحفاظ عليها وترقيتها. الاحتفال الذي أشرف على تنظيمه قطاع العلاقات مع الأحزاب والتنظيمات برئاسة صالح كوجيل، حضره عدد كبير من قيادة وإطارات الحزب ووزير المجاهدين محمد الشريف عباس، وعدد من السفراء اللذين مثلوا الجزائر في الصين، وكذا الضباط السابقين اللذين تلقوا تكوينا في هذا البلد الصديق، إلى جان عدد من الدبلوماسيين الصينيين والجالية الصينية بالجزائر، وقد وقف الحضور على كافة مراحل العلاقات بين البلدين من خلال معرض للصور يجسد هذه المراحل ويحتفي بها.