تكتم المراسلون الإسرائيليون في محطات التلفزة بإسرائيل على صاروخ قالوا إنه سقط بمنطقة "هامة" قرب أسدود دون مزيد من المعلومات، وقاطعت المذيعة في القناة الثانية من التلفزيون الإسرائيلي المراسل عندما هم بإعطاء معلومات عن قصف الموقع "الهام" طالبة منه عدم الحديث عن ذلك. بدأت الفصائل الفلسطينية بالرد المقنع على الصواريخ الإسرائيلية التي انهمرت خلال خمسة أيام على قطاع غزة، بعدما أطلقت عشرات الصواريخ على البلدات والمدن الإسرائيلية، وأدخلت أكثر من مليون إسرائيلي تحت قصف الصواريخ الفلسطينية. وقال مصدر خاص في المقاومة الفلسطينية إنه "منذ ساعات يوم الثلاثاء بدأت المقاومة الفلسطينية في الرد بقوة على القصف الإسرائيلي الذي طال كافة مناطق قطاع غزة"، وأضاف المصدر أن "طائرات الاستطلاع الإسرائيلي فقدت أهميتها في استهداف النشطاء الفلسطينيين الذين يقومون بقصف المدن والبلدات الإسرائيلية، بعدما تمكن الفلسطينيون من تضليل تلك الطائرات التي تحوم سماء قطاع غزة على مدار الساعة". ومنعت إسرائيل طواقم التصوير التابعة لوكالات الأنباء المختلفة من تصوير الأهداف التي يطالها الصواريخ الفلسطينية، خشية تصويب بوصلة منصة إطلاق الصواريخ بدقة، لضرب التجمعات السكنية الإسرائيلية، على غرار منعها التصوير أبان الحرب على لبنان قبل حوالي عامين، وكانت نتائج الحرب على لبنان صيف 2006 أطهرت أن حزب الله استفاد من تصوير وكالات الأنباء المختلفة لأماكن سقوط صواريخها على المدن الإسرائيلية، وحوّل بوصلة منصة الصواريخ باتجاه الأهداف تماما، الأمر الذي استغلته المقاومة اللبنانية آنذاك التصوير المباشر لتلك القصف، وباشرت بقصف الأهداف بدقة أكبر. ورغم مرور خمسة أيام على القصف الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة، إلا أن المقاومة الفلسطينية أثبتت أنها قادرة على توسيع دائرة الاستهداف للإسرائيليين لتصل صواريخها إلى مدينتي بئر السبع وأسدود، جنوبي تل أبيب، وقد سقط منذ صباح أمس أكثر من 20 صاروخا على مدينة بئر السبع وأوفكيم القريبة من عسقلان وكريات ملاخي ويفني وأشكول وسديروت وتجمعات النقب الغربي، فيما أعلنت الإذاعة الإسرائيلية عن إصابة عدد كبير من الإسرائيليين. وتتوالى البيانات المختلفة من فصائل المقاومة الفلسطينية عن استهدافها لتجمعات سكنية إسرائيلية ومدينة بئر السبع التي طالتها الصواريخ الفلسطينية لأول مرة منذ أن بدأ الفلسطينيون بإطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية منتصف انتفاضة الأقصى التي بدأت في العام 2000، وتعتبر صواريخ "غراد" الروسية الصنع، من أهم الصواريخ التي امتلكها الفلسطينيون في قصف المدن الإسرائيلية. وتخشى القيادة العسكرية الإسرائيلية من امتلاك الفلسطينيين صواريخ، غير "غراد"، قادرة على الوصول إلى مدن أبعد من بئر السبع وأسدود، وقال وسائل الإعلام الإسرائيلية إن الصواريخ التي سقطت اليوم على المدن الإسرائيلية، غالبيتها من طراز "غراد"، وأصابت مدرسة خالية من الطلاب في مدينة بئر السبع، فيما تم أمس إخلاء المدارس وتعطيل الدراسة في مدارس المدينة لتنضم إلى أسدود وعسقلان وتجمعات النقب الغربي، التي شملها هذا القرار منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة. وكانت إسرائيل وسعت من نطاق المنطقة التي أعلنتها منطقة خاصة لتشمل بئر السبع التي وصلها أول صاروخ للمقاومة ليلة الثلاثاء، وهو ما أعلنت عنه كتائب القسام التي تعهدت بتوسيع عمليتها التي أطلقت عليها "بقعة الزيت"، وكان الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس، أضطر إلى الدخول إلى ملجأ محصن في مدينة سديروت الإسرائيلية قبل ساعة، خلال زيارته وتفقده للمدينة الإسرائيلية، وقالت الإذاعة الإسرائيلية أن بيريس نجا من صاروخ فلسطيني أطلق على سديروت قبل ساعة من الآن، ودخل ملجأ محصن في المدينة.