قالت وزارة السياحة والآثار الفلسطينية ، أول أمس، إن العدوران الإحتلالي على قطاع غزة تسبب في إلحاق أضرار كبيرة بالتراث الثقافي الفلسطيني، وتدمير عدد كبير من المباني التاريخية والمباني العامة والمباني الدينية والمؤسسات العلمية. وأشارت الوزارة في بيان صادر عنها تلقت 'وفا' نسخة عنه، إلى أن القصف الجوي والبحري والبري على القطاع أدى الى تدمير كلي أو جزئي لمواقع التراث الثقافي في أنحاء مختلفة من قطاع غزة، لافتة إلى أن كافة مواقع التراث الثقافي أصبحت هدفا للقصف الشديد. وأوضحت الوزارة أنه تم تدمير العديد من المباني التاريخية والمباني العامة والدينية والتعليمية من قبل القوات العسكرية الإسرائيلية، حيث شملت عمليات التدمير، تدمير المباني العامة ومقرات الوزارات ومباني الخدمة العامة والبريد، إلى جانب مبنى السرايا التاريخي، وتدمير مبنى الحاكم التاريخي وهو مبنى ضيافة وطني، عدا عن التدمير الجزئي لموقع البلاخية، الذي يعرف بموقع غزة القديم 'انثيدون'، وتدمير المؤسسات العلمية والتربوية، بما في ذلك بعض مباني الجامعة الاسلامية ومختبراته، وتدمير المباني الدينية ومراكز العبادة بما في ذلك خمسة مساجد، وتدمير البنى التحتية لمدن القطاع، ومنها الطرق وخطوط الكهرباء والماء والمجاري. وأكدت الوزارة أن التراث الثقافي الغني في غزة يشكل جزءا مهما من الهوية الثقافية الفلسطينية، وهو جزء لا يتجزأ من التراث الثقافي الإنساني، وأن تدميره المتعمد يلحق الضرر البالغ بالكرامة الوطنية وحقوق الإنسان الفلسطيني في تاريخه وتراثه الثقافي. كما يشكل هذا التدمير المتعمد خسارة عظيمة للإنسانية جمعاء. وأشارت الوزارة في بيانها، إلى أن إسرائيل ملزمة بالاتفاقيات الدولية لحماية التراث الثقافي أثناء فترة الاحتلال، وذلك انسجاما مع القانون الدولي الإنساني وخصوصا المبادئ المتعلقة بحماية التراث الثقافي أثناء النزاع المسلح لسنة 1907، واتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949 واتفاقية لاهاي لسنة 1954 الخاصة بحماية الممتلكات الثقافية أثناء النزاع المسلح والذي ينص على 'أن الضرر الذي يلحق الممتلكات الثقافية لأي شعب من الشعوب إنما يعتبر ضررا أصاب التراث الثقافي للإنسانية جمعاء'، ثم المبادىء الواردة في اتفاقيات اليونسكو وتوصياتها المتعلقة بحماية التراث الثقافي وبوجه خاص الاتفاقية الدولية لحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي لسنة 1972 ، وإعلان اليونسكو العالمي لسنة 2001 حول حماية التنوع الثقافين هذا إلى جانب العديد من القرارات والتوصيات الصادرة عن اليونسكو حول حماية التراث الثقافي الفلسطيني. وقالت: إن الاعتداء الجديد على المدينة التاريخية في غزة يشكل خرقا فظا للإعلان الدولي الصادر عن اليونسكو حول التدمير المتعمد للتراث الثقافي لسنة 2003. وناشدت المجتمع الدولي وخصوصا منظمة 'اليونسكو' ولجنة التراث العالمي، ومنظمة الايكوموس، والمنظمات الدولية لإدانة إسرائيل على خرقها المتواصل للقانون الدولي وعلى استهدافها العسكري لمواقع التراث الثقافي، وانتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني. ولفتت إلى أن استمرار القصف يحول دون إجراء تقييم شامل للأضرار، كما ناشدت الدول الأعضاء والمدير العام لليونسكو على ضرورة التحرك السريع لاتخاذ التدابير الفورية لوقف العدوان على غزة والعمل على وقف التدمير المتعمد للتراث الثقافي مما يستدعي تدخلا دوليا عاجلا لحماية أبناء شعبنا ومقدراته وتراثه الثقافي المهدد بالتدمير، ولوقف المجزرة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا منذ أكثر من أربعين عام.