تعرضت المعالم والآثار التاريخية والسياحية في غزة إلى اعتداءات متواصلة من طرف الكيان الصهيوني منذ عام 1967، وربما قبل ذلك، حيث من أهم ما حدث سرقة بعض من أهم الآثار الفلسطينية من قبل إسرائيل، أو من قبل الجنرال ديان، ومثال ذلك الأبرز أكفان دير البلح المثيرة. * ومع العدوان الغاشم لقوات الجيش الإسرائيلي على غزة يتعرض ما تبقى من إرث غزة الأثري والثقافي إلى القصف يوميا دون أن تحرك "اليونسكو" ساكنا لحمايتها من عنجهية "التتار" الجدد، لذلك فهي مهددة بالزوال إذا تواصلت الحرب لأيام أخرى، لأن العدو الصهيوني يضع ضمن مخططاته بشكل دائم ومع كل غارة خططا ليدمر بعضا من هذا الإرث. * ففي الأيام الماضية للعدوان والقصف المتواصل تم تدمير العديد من المباني التاريخية والمباني العامة والدينية والتعليمية من قبل القوات العسكرية الإسرائيلية، ومن أهم ما دمر "مبنى السراي التاريخي، مبنى الحاكم التاريخي وهو مبنى ضيافة وطني، التدمير الجزئي لموقع البلاخية الذي يعرف بموقع غزة القديم "أنثيدون"، تدمير المؤسسات العلمية والتربوية، بما في ذلك بعض مباني الجامعة الإسلامية ومختبراته، تدمير 05 مساجد وعديد المباني الدينية ومراكز العبادة". * إن التراث الثقافي الغني في غزة يشكل جزءا مهما من الهوية الثقافية الفلسطينية، وهو جزء لا يتجزأ من التراث الثقافي الإنساني، وتدميره المتعمد يلحق الضرر البالغ بالكرامة الوطنية وحقوق الإنسان الفلسطيني في تاريخه وتراثه الثقافي. كما يشكل هذا التدمير المتعمد خسارة عظيمة للإنسانية جمعاء. * للإشارة فإن وزارة السياحة الفلسطينية رفعت تقريرا لليونسكو خلال الأيام الأولى للعدوان من أهم ما جاء فيه "إن الاعتداء الجديد على المدينة التاريخية في غزة يشكل خرقا فظا للإعلان الدولي الصادر عن اليونسكو حول التدمير المتعمد للتراث الثقافي لسنة 2003، لذلك تناشد وزارة السياحة والآثار المجتمع الدولي وخصوصا منظمة اليونسكو ولجنة التراث العالمي ومنظمة "الأيكوموس" والمنظمات الدولية لإدانة إسرائيل على خرقها المتواصل للقانون الدولي، وعلى استهدافها العسكري لمواقع التراث الثقافي، وانتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني". * ومما زاد الطين بلة أن القصف بقي مستمرا ليستهدف كل يوم معلما آخر دون إجراء تقييم شامل للأضرار، ودون تدخل لليونسكو.