أكد مسؤولون فلسطينيون، أمس الأربعاء، نفاد المواد التموينية من أسواق قطاع غزة، وتدهور الأوضاع الإنسانية فيه مع اشتداد الحصار الإسرائيلي والغارات الجوية منذ 5 أيام، وقال صبري أبو غالي، أحد أبرز مستوردي القمح في سوق القطاع إن كمية الدقيق المتوفرة لدى المخابز العاملة في القطاع ستنفد مع نهاية الأسبوع الحالي. وأوضح أبو غالي، في بيان صحفي أن كمية القمح التي تم إدخالها إلى القطاع يوم الجمعة الماضي بلغت نحو ألف طن، ما يعني أنه تم إنتاج 750 طن من الدقيق وزعت كأولوية على المخابز، وبيّن أن عددا من مخابز القطاع أغلقت أبوابها أمس وأن المخابز المتبقية مرشحة للتوقف عن العمل خلال 4 أيام، منوها إلى أن الدقيق نفد من أسواق القطاع كليا مطلع الأسبوع الحالي. وقال أحمد صبيح، أحد أصحاب محال بيع المواد التموينية والبقالة، إن كافة أنواع السلع التموينية الأساسية المتمثلة بالأرز والدقيق وزيت الطهي والبقوليات نفدت من محله خلال اليومين الماضيين، بسبب تهافت المواطنين على شراء كميات كبيرة نسبيا من هذه السلع تحسبا لاستمرار الأوضاع الصعبة التي يعيشونها في ظل تواصل "اعتداءات الاحتلال على القطاع". ولفت إلى أن كافة محال البقالة وبيع المواد التموينية تعتمد في تسويق هذه السلع الاستهلاكية الأساسية على ما يرد إلى القطاع من خلال المعابر، في حين أن هذه السلع لا يتم إدخالها من خلال الأنفاق نظرا لتكلفة النقل العالية، الأمر الذي يعني أنه ما لم "يستأنف الاحتلال فتح المعابر فإن مواطني القطاع سيعانون أزمة حقيقية تهدد أمنهم الغذائي". وفي سياق متصل بالمعاناة التي يعيشها مواطنو غزة إثر الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي، أكد المهندس سهيل سكيك أن تواصل عمليات القصف الصاروخي التي يشنها الطيران الإسرائيلي منذ السبت الماضي أدت إلى ضرب خطوط شبكة كهرباء القطاع في مناطق مختلفة، موضحا أن بعض المناطق فصل عنها التيار الكهربائي لليوم الثالث على التوالي. وأشار إلى ما تواجهه الطواقم الفنية التابعة لشركة الكهرباء من معوقات تحول دون تمكنها من الوصول للمناطق الساخنة، إضافة إلى الصعوبات التي تواجهها إثر نفاد المعدات والتجهيزات الكهربائية اللازمة لإصلاح الأضرار التي أصابت كوابل ومحولات الكهرباء التي احترقت أعداد كبيرة منها بفعل عمليات القصف. وتوقع سكيك تواصل أزمة انقطاع الكهرباء لأيام أخرى ما لم تسمح السلطات الإسرائيلية بإدخال مستلزمات إصلاح خطوط الشبكة والمحولات التي تواصل احتجازها منذ أكثر من شهرين، مبرزا أن محطة كهرباء غزة توقفت تماما عن العمل فجر أمس، عقب نفاد السولار الصناعي الذي سمحت السلطات الإسرائيلية الجمعة الماضي بإدخال كمية محدودة منه تقدر بنحو 420 ألف لتر، الأمر الذي من شأنه زيادة أوقات قطع التيار الكهربائي إلى أيام وليس مجرد ساعات.