العرب لا يحركون ساكنا منذ ثلاثة أسابيع، وأزمة انقطاع الكهرباء في قطاع غزة تتفاقم، الأمر الذي أدى إلى غرق معظم مناطق القطاع في الظلام بعدما توقفت محطة الكهرباء الرئيسية عن العمل تماما جراء إغلاق إسرائيل المعابر مع القطاع ومنعها إمدادات الوقود. * * الخسائر المباشرة لإغلاق المعابر والحصار تقدر بأكثر من 750 مليون دولار * ويهدد انقطاع التيار الكهربائي وإغلاق المعابر إلى حدوث كارثة إنسانية، فقد توقفت المخابز عن العمل والمستشفيات لا تكفيها المحولات وهي باردة من الداخل والدواء غير متوفر، والاسمنت لبناء القبور غير متوفر، وأسعار المواد التموينية والغذائية والملابس والأقمشة والأثاث والبترول ومشتقاته والسيارات وغيرها تفوق الخيال، وذلك وفق جون جينغ مدير عمليات وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والذي ناشد العالم التدخل العاجل لإنقاذ غزة. * وكانت سلطات الكيان الصهيوني قد عززت من إجراءات حصارها لقطاع غزة بتاريخ 5/11/2008، وأغلقت كافة معابره الحدودية، وقطعت كافة الإمدادات اللازمة للسكان من إرسالات الأغذية والأدوية، الوقود وغاز الطهي وكافة احتياجاته من المواد الضرورية. * ومنذ ذلك التاريخ لم تسمح سوى بتوريد نحو 427410 لتراً من السولار الصناعي يوم 12/11/2008، أي ما يكفي لتشغيل المحطة ليوم واحد فقط. وقد توقفت محطة توليد الطاقة الكهربائية عن العمل كلياً جراء نفاد الوقود الصناعي اللازم لتشغيلها، وعانى أكثر من 70٪ من سكانه من ظلام دامس. * وحذرت وزارة الصحة الفلسطينية المقالة من خطر توقف أكبر مستشفيات قطاع غزة عن العمل إذا استمر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع. * وقد جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الجمعة، دعوته إلى رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، معربا عن أسفه لعدم الاستجابة لدعواته السابقة. * طحن القمح المخصص للحيوانات بعد نفاد الدقيق * كما أغلقت معظم المخابز في القطاع التي تعتمد بشكل أساسي على الغاز، وقال عبد الناصر العجرمي، رئيس جمعية أصحاب المطاحن في القطاع، إن مطاحن الدقيق بدأت في استخدام القمح الثانوي »المخصص للحيوانات والطيور« وطحنه إلى دقيقٍ وذلك بعد نفاد القمح الأساسي المستخدم وذلك تلبية لاحتياجات المواطنين والمخابز بسبب الحصار والإغلاق المتواصل لليوم الثامن عشر على التوالي. * وقال العجرمي »مطاحن غزة بدأت تستخدم القمح الرديء المخصص للحيوانات والطيور وتحوله إلى دقيق لتلبية احتياجات السوق والمخابز التي لا تعمل«. * وكانت جمعية أصحاب المخابز الفلسطينية حذرت من أن كافة مخابز قطاع غزة ستتوقف عن العمل كليا »خلال يومين على الأكثر« إذا استمرت إسرائيل في إغلاق المعابر نتيجة نفاد الدقيق والوقود وانقطاع الكهرباء. * وباتت مخابز القطاع تعاني نقصاً خطيراً في إمداداتها من الدقيق، والطاقة الكهربائية والوقود وغاز الطهي. * ويعمل في قطاع غزة 72 مخبزاً، منها 47 مخبزاً تنتج الخبز الشامي، 10 مخابز تنتج الخبز العراقي و15 مخبزاً تنتج الخبز الإفرنجي والمعجنات. وقد توقف 29 مخبزاً من مخابز الخبز الشامي في قطاع غزة عن العمل كلياً، نحو 62٪ من مخابز القطاع، فيما تعمل 8 مخابز بطاقة جزئية على الطاقة الكهربائية. * وقد توقف 17 مخبزاً من مخابز القطاع التي تعمل على تشغيلها بغاز الطهي تماماً وذلك بسبب نفاد كافة كميات الغاز اللازم للتشغيل، فيما توقفت 8 مخابز، تعمل بالطاقة الكهربائية جزئياً بسبب انقطاع الكهرباء المتكرر. * كما وتوقف 10 مخابز كلياً عن العمل، من أصل 15 مخبزاً، في وسط وجنوب القطاع يتم تشغيلها بواسطة غاز الطهي، متوقعاً توقف المخابز الخمس المتبقية في حال استمر نقص الغاز. * ومازاد الطين بلة، أن معبر رفح المنفذ البحري الوحيد للقطاع على العالم، مغلق منذ جوان ولم تسمح السلطات المصرية بفتحه سوى في حالات استثنائية، وهو ما جعل سكان غزة يتهمون مصر بالتواطؤ في فرض الحصار عليهم. * الغاز وحكاياته المؤلمة * وفي قطاع غزة بات الحصول على أنبوبة غاز حلم بعيد المنال لمعظم الأسر انعدام كمية الغاز التي تقوم إسرائيل بإدخالها إلى قطاع غزة رغم مرور عدة أشهر على التهدئة، كما وشهدت أسعار أنابيب الغاز ارتفاعًا كبيرًا غير مسبوق في ظل غياب الرقابة وأي دور حكومي، وأصبح التجار يبيعونها في السوق السوداء بسعر 110 دولار للأنبوبة التي كان سعرها نحو 40 دولارا قبل سيطرة حماس على غزة، كما يؤكد المواطن أكرم الشيخ، ويوضح أن ارتفاع الأسعار في قطاع غزة يعود إلى جشع وطمع بعض التجار، إضافة إلى غياب دور المؤسسات الأهلية في التدخل للقضاء على هذه الظاهرة والحد من ارتفاع الأسعار. * وقد اتجه المواطنون لشراء أو إصلاح البوابير القديمة التي تعمل على الكاز الأبيض، فيما بدا جزء آخر بالطهي على نيران الأخشاب أو على الكهرباء إذا ما توفرت في منطقته لطهي طعامهم. * المواشي لا تكفي للأضاحي والاستهلاك العادي * ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك، بدأ التجار بعملية إدخال للعجول والخراف إلى غزة عبر الأنفاق، ولكن أصحاب الأنفاق لم يراعوا حتى تلك المناسبة الدينية، ويقومون بإدخال الخروف الواحد بمائة دولار وما يزيد، مما جعل أسعار الخراف تتراوح في الأسواق بين الثلاثمائة دينار أردني والأربعمائة دينار للحجم المتوسط أي ما يزيد عن 500 دولار أمريكي وهو ما يرهق المواطنين الذين لازال الاستغراب ينتابهم من تلك الأسعار الخرافية... * ويقول المواطن »محمد شعبان« إن أحد التجار استورد 5000 خروف وقام بإدخالها عبر أحد الأنفاق بتسعين دولارا عن الخروف الواحد ليكون إجمالي تكلفة الخروف عليه 170 دولارا، ولكنه لا يريد حتى الاستكفاء بربح مئة دولار في كل خروف ويطلب أسعارا خيالية، ولا أحد يتدخل لمنعه أو حثه على مراعاة ظروف الناس. وأما العجول فإن التجار بدأوا يسنون سكاكينهم لذبح المواطنين بأسعارهم الهلامية قبل ذبح العجول، ويتذرعون بارتفاع الأسعار خارجيا رغم انخفاضها من أجل فرض تسعيرة خيالية منها أن سعر كيلو لحم العجل قايم سبعة 7 دولارات ليكون سعر الأضحية ما بين 600 دولار إلى 750 دولار وهو ما لا يتقبله عقل ولا يستطيع سوى قلة أن يقدموا عليه، مشيرا إلى أن سعر كيلو العجل قايم من استراليا أو »إسرائيل« لا يتجاوز دولارين أي أن التجار يريدون مضاعفة أرباحهم استغلالا للحصار وليس التضامن مع الناس نتيجة الحصار، كما أن الأضاحي الموجودة في قطاع غزة بات عددها محدودا في ظل إغلاق إسرائيل للمعابر وعدم إدخال العجول والخراف حتى الآن. * بدورها أكدت وزارة الزراعة في الحكومة المقالة على أن كميات المواشي والأبقار في قطاع غزة لا تكفي للاستهلاك العادي وأنه سيكون هناك نقص حاد وعجز في الكميات المطلوبة للأضاحي حيث أن عيد الأضحى أصبح على الأبواب. * وأوضح وزير الزراعة المقال »د. محمد الأغا« أن قطاع غزة يحتاج للاستهلاك العادي سنوياً 30 ألف رأس أبقار، و50 ألف رأس مواشي، وأنها يحتاج للأضاحي 10 آلاف من الأبقار، و30 ألف من المواشي. * وأكد على أنه ومنذ عامين لم يدخل لقطاع غزة عبر المعابر أي من المواشي والأبقار، وأن الكمية التي دخلت بشكل مباشر فقط 10 آلاف رأس بقر. * وحول إمكانية دخول الأضاحي عبر الأنفاق، أكد الوزير الآغا، أن الوزارة لا تتدخل في الأنفاق، وليس لها سيطرة عليها ولا يمكن إدخال الآلاف من رؤوس العجول والآغا عبر الأنفاق، فضلاً عن محاولات مصر نسف هذه الأنفاق وإغلاقها. * ونوّه الوزير الآغا، إلى أن وزارة الزراعة مهمتها الرقابة على النواحي الصحية والبيطرية للحيوانات، ولا يمكنها الوصول إلى الحيوانات التي تمر عبر الأنفاق. * وفيما يتعلق باللحوم البيضاء والطيور، قال الوزير الآغا: »إن الفقاسات والدوائر الإنتاجية تعاني مشكلة كبيرة بسبب عدم إدخال الغاز الطبيعي والأعلاف مما أدى إلى إعدام الطيور وتكبد أصحابها خسائر جمة«. * وأشار الوزير الآغا، إلى أن إغلاق المعابر والطرق سيحد من وجود المستلزمات الزراعية والمبيدات الحشرية اللازمة والأسمدة والبلاستيك اللازم للزراعة مما سيؤثر ذلك سلباً على وجود الخضروات في القطاع لتضاف إلى مشاكل الفواكه واللحوم والخبز والحبوب. * وبيّن الوزير الآغا، أن أكثر من 2000 بئر زراعية تعمل بالكهرباء معطلة وأخرى شبه معطلة بسبب انقطاع التيار الكهربائي مما يزيد من معاناة المزارعين والزراعة بشكل عام في قطاع غزة. * أسعار خيالية * بينما يشهد العالم حالة من الركود الاقتصادي والتي أدت وستؤدي إلى انخفاض كبير في أسعار المواد التموينية والغذائية والملابس والأقمشة والأثاث والبترول ومشتقاته والسيارات وغيرها... يعيش المواطن في قطاع غزة حالة متناقضة تماما من حيث الارتفاع المذهل في أسعار كل شيء جراء غياب الرقابة على الأنفاق والتجار الذين لا يرحمون مستغلين حالة الحصار المفروضة وإغلاق إسرائيل لمعابرها بشكل شبه كامل منذ نحو ثمانية عشر شهراً بعد الانقسام الفلسطيني الداخلي... * فالتجار أصبحوا لا يعرفون من التجارة سوى كيفية زيادة الأسعار عندما ترتفع، وعندما تنخفض لا حياة لمن تنادي... * فهذا المواطن الغزاوي »عماد أحمد« والذي يصادف زفافه هذه الأيام يقول »منذ شهر وأنا أبحث عن فرشة سرير وفرشات إسفنج لغرفة الضيوف ولم أجد أي شيء منها بغزة إلا القليل من فرشات غرف النوم والتي تكون متوسطة الجودة وأسعارها تفوق الخيال«. * ويضيف »سعر الفرشة سابقا يساوي ما قيمته 130 دولارا وأصبحت الآن 550 دولارا ولم أستطع شراءها ولا شراء فرشات الاسنفج لغرفة الضيوف لعدم توافرها في القطاع«. * ويشير إلى أنه طلب من أحد أصحاب الأنفاق على الحدود الفلسطينية والمصرية لكي يهرب له فرشات اسنفج بكلفة 60 دولارا للفرشة الواحدة والتي كان ثمنها 15 دولارا فقط ويقول إن أصحاب الأنفاق أصبحوا يبتزون المواطنين ويطلبون أسعاراخيالية على نقل أو إدخال الأشياء لهم إلى غزة«. * أكثر من ألف نفق * فالأنفاق الموجودة على الحدود المصرية الفلسطينية يبلغ عددها أكثر من ألف نفق قامت بلدية رفح التي سيطرت حماس عليها بترخيص نحو 350 منها بعشرة آلاف شيكل على كل نفق... ويقول مدير دائرة المالية والإدارية في بلدية رفح »محمود يوسف«، نحن في بلدية رفح لم نقم بترخيص أي نفق، ولكن هناك أشخاص يتقدمون للحصول على كهرباء، ومن أجل حصولهم عليها لابد أن يأخذوا من البلدية عدم ممانعة ولذلك بلدية رفح رفعت قيمة عدم الممانعة إلى 10 آلاف شيكل، وقد تم إعطاء عدم ممانعة ل350 شخص للحصول على الكهرباء على الشريط الحدودي سواء في بيوتهم المهدمة أو أراضيهم وحصلوا على كهرباء قوة 3 فاز، نافيا أن يكون هناك أي دور رقابي لبلدية رفح على الأنفاق وأشار الى أن هناك عدد كبير من أصحاب الأنفاق عنده كهرباء سواء في بيته أو أرضه ولم يتقدم للحصول على عدم ممانعة من البلدية... * أسعار الدقيق الأغلى عالميا * ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل تعداه حتى إلى رغيف الخبز، فأسعار القمح في العالم تراجعت من سعر 750 دولارا للقنطار الى سعر 450 دولارا، ولكن أسعار الدقيق في غزة لازالت الأغلى عالميا دون أي رقابة على المطاحن أو تدخل للحد من ارتفاع الأسعار بوضع تسعيرة مناسبة للفقراء أو حتى دعم رغيف الخبز، وما زاد من الأزمة إغلاق إسرائيل للمعابر وعدم إدخال القمح والدقيق فتضاعفت أسعاره أضعافا على أضعاف هذا إن وجد... * ويتساءل المواطن »سلامة عبد الله«: أيعقل أن يكون سعر كيلو العدس بعشرة شواقل؟!! ويقول كافة أسعار البقوليات والزيوت وغيرها أصبحت أسعارها للأغنياء المقتدرين وليس للفقراء حتى وكالة الغوث لم تعد توزع الأرز، وأسعار الأرز العدس والحمص والفول وزيت الطهي وغيرها تنخفض في العالم وعندنا لا حياة لمن تنادي. * وهذه المواطنة الشابة »إسلام« البالغة من العمر الثانية والثلاثين عامًا، وقفت أمام محل بيع الخضار في سوق رفح شاحبة الوجه ودموع الحسرة تنهال من عينيها بشكل عفوي وهي تنظر إلى المواطنين الذين يشترون الدجاج لإطعام أطفالهم، بينما هي وأطفالها الخمسة وزوجها العاطل عن العمل لم يتذوقوا طعم اللحوم منذ أشهر... * ولم تكن حركات الشابة »إسلام« مثل تصرفات العشرات من المتسولين والمتسولات الذين احترف بعضهم التسول في الأسواق، مما جذب انتباه صاحب المحل الذي سارع بسؤالها عن سبب دموعها ولكنها بنفس الفقير العفيفة رفضت الإجابة وحاولت أن تغادر المكان، ولكن إصرار صاحب المحل الحاج »أبو أحمد« على سؤالها وعزة نفس الشابة دفعها للبكاء بشكل غير عادي وهو ما جعله يقدم لها ما جادت وطابت به نفسه بعد أن سمع حكايتها وظروفها القاسية... * تبيع الخضار لتطعم أطفالها * وهذه الحاجة أم إياد (52 عاما)، من بلدة خربة العدس برفح، تبدأ يومها بجني بعض الخضروات والأعشاب مثل البقدونس والجرجير والفجل التي قامت بزراعتها لكي تبيعها في السوق حتى تستطيع إطعام أطفالها السبعة. * وتقول الحاجة »أم إياد« بعد صلاة الفجر أقوم بجني بعض الخضروات والأعشاب ثم أذهب للسوق لأبيعها، واشتري الطعام، الذين أنهكهم الفقر والحرمان، خاصة أن والدهم عاطل عن العمل. * ولا يختلف حال أم إياد كثيرا عن حال آلاف الأسر في قطاع غزة، ففي كل مخيمات غزة المكتظة بالسكان توجد عشرات النسوة أمثال »أم إياد« اللواتي يعملن في الحقول والمراعي أو بيوت الناس كي يوفرن لقمة العيش لأطفالهن بعد أن ضاقت الدنيا في وجوه أزواجهن ولم يعودوا يعملون. * ومع بداية فصل الشتاء، شهدت أسعار الملابس مثل غيرها من الأسعار ارتفاعًا جنونياً لا منطق يحكمه سوى جشع التجار وأصحاب الأنفاق الأغنياء الجدد لمرحلة الحصار... فقد بات رب الأسرة غير قادر على تحمل كل تلك الأعباء من غذاء وشراب وملبس في ظل غياب أي منطق يحكم الأسعار وانتشار الاحتكار والاستغلال وغياب المحاسبة كما يقول المواطن »وسام حسني«. * رواتب لا تكفي ونسبة الفقر 80 بالمئة * وبينما ترتفع أصوات المواطنين في قطاع غزة ضيقا بارتفاع الأسعار المهول الذي تشهده كافة أنواع المواد التموينية والغذائية في قطاع غزة وبشكل غير مسبوق عن السنوات الماضية، ليس بسبب الارتفاع في الأسعار في الأسواق العالمية، وإنما جراء الحصار وإغلاق إسرائيل للمعابر، وحالة الانقسام الفلسطينية وطفو ظاهرة الاحتكار والاستغلال... يعيش فريق من المواطنين حالة مرعبة من الفقر والحرمان وهم من اعتادت أن تصفهم المؤسسات الدولية الإنسانية وغيرها بأنهم يعيشون ما دون خط الفقر والذي أقرت بارتفاعه مؤخرا إلى حوالي 80 ٪ في قطاع غزة، وهي نسبة مرعبة للغاية. * وفي ظل ارتفاع نسبة الفقر وغياب العدالة في توزيع المساعدات، أصبح المقتدرون أو بالأحرى الموظفون يتدافعون على محلات بيع اللحوم المجمدة، وبعد أن أصبحت رواتبهم لا تكفي لسد احتياجات أطفالهم كما يقول المواطن سلامة هاشم »لقد أصبح سعر كيلو اللحمة الطازج أكثر من 18 دولارا، وسعر كيلو اللحم المجمد 6 دولارات وهذا فرق كبير«، مشيراً إلى أن راتبه بالكاد يكفي لآخر الشهر. * ومن ناحيته طالب رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، النائب جمال الخضري، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بممارسة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء الحصار وفتح كافة معابر قطاع غزة التجارية. * ودعا الخضري، »بان كي مون«، لتحمل مسؤولياته تجاه شعبنا، وعدم الاكتفاء بالبيانات وسياسة الشجب والاستنكار، وممارسة دور فاعل وأقوى والتحرك الفوري والعاجل للعمل على إنهاء الحصار والإغلاق. * وحذر الخضري، من حدوث انفجار شعبي تجاه المعابر التجارية في قطاع غزة في حال استمر الحصار والإغلاق الإسرائيلي على شعبنا، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني يسعى دوماً للانفراج وليس للانفجار الشعبي. * وأوضح الخضري إن 80٪ من سكان غزة يعيشون تحت خط الفقر، والبطالة أكثر من 65٪، مشيراً إلى أن »مليون ومائة ألف في غزة يعتمدوا على معونات على الأونروا، وهذه المساعدات بدأت تنتهي اليوم«.