قال نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس موسى أبو مرزوق إن الجزائر عرضت على الفلسطينيين في غزة تزويدهم بكل الطاقة اللازمة من دون مقابل، معتبرا أن الجزائر موقف متقدم في الساحة العربية. نقلت صحيفة "الأيام" الفلسطينية على لسان نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عرض على السلطة الفلسطينية تزويد كافة الفلسطينيين في غزة بكل الطاقة اللازمة بدون أي مقابل، في خطوة تندرج في إطار التخفيف من أزمة المحروقات التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والتي اعتبرها أبو مرزوق بأنها"حلقة جديدة من حلقات التضييق على شعبنا ومحاولة خنقه من قبل الاحتلال الإسرائيلي، تضاف للحصار الاقتصادي وإغلاق المعابر ومنع دخول المواد الخام ومواد البناء". وقال المسؤول فير حركة حماس "إن نقص الوقود يؤثر على جميع قطاعات الحياة كالتعليم والصحة، بجانب تعطيل عمل البلديات في جوانب النظافة والصحة العامة والنفايات الصلبة، بسبب توقف آلياتها عن العمل، مشددا على أن نقص الوقود يربك الحياة بكافة ِأشكالها، فالمظهر العام لمشكلة الوقود هو أزمة تنقل المواطنين، ولكن وراءه يوجد توقف لحركة المجتمع وحياته بالكلية، وهنا تكمن خطورة الموضوع"، مشيرا إلى وجود اتصالات بين الحكومة الفلسطينية وعدة دول أوروبية عربية من بينها الجزائر" من أجل رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، وإنهاء مظاهر الاحتلال المختلفة وفتح معبر رفح، معربا عن أمله في أن تفضي هذه الاتصالات إلى حلول سريعة، لأن الأوضاع تزداد تأزما بشكل يومي". و ياتي عرض الجزائر لتزويد قطاع غزة بالطاقة دون مقابل في وقت حذرت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "اونروا" من أنها ستتوقف عن تقديم المساعدات الغذائية لنحو مليون فلسطيني في غزة اعتباراً من أمس الأول ما لم تحصل على إمدادات ضرورية من الوقود، فيما سمحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتزويد محطة الكهرباء الرئيسة في القطاع وقوداً يكفي لتشغيلها ثلاثة أيام بعد نفاد مخزونها مساء أمس الأول. وعقد المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري ومدير عمليات «أونروا» في غزة جون غنج مؤتمراً صحافياً مشتركاً أمس قدم خلاله الأخير صورة قاتمة ومأسوية للوضع الإنساني المتدهور في القطاع. وقال إن «مخزون الوقود لدى "اونروا" سينفد يوم الخميس، ما سيؤدي إلى وقف توزيع المواد الغذائية» على أكثر من مليون من سكان قطاع غزة البالغ عددهم نحو مليون ونصف المليون. وأضاف أنه «لن يكون في مقدور "أونروا" أو برنامج الغذاء العالمي أيضاً تقديم أي مساعدات غذائية، ما لم يتم تزويد "أونروا" بالوقود اللازم» لاستمرار عمل سياراتها وآلياتها، وعرض المآسي والأضرار التي لحقت بسكان القطاع جراء فرض حصار محكم عليه منذ نحو عشرة شهور، وتقليص كميات الوقود الواردة إليه اعتباراً من مطلع العام الجاري. ورسم صورة قاتمة للأوضاع الإنسانية في القطاع، مشيراً إلى تأثيرات الحصار ونفاد الوقود في مختلف القطاعات الصحية والتعليمية، والبيئية، والمواصلات والمخابز والمطاحن التي ستتوقف عن العمل كلياً في غضون أسبوع بعدما ينفد ما تبقى لديها. وقال إن نحو 20 بالمئة من سيارات الإسعاف التابعة لوزارة الصحة في القطاع توقف عن العمل، في حين سيتوقف نحو 60 بالمئة منها مع نهاية الأسبوع الجاري بسبب نفاد الوقود.