تنتظر الجزائر موافقة مصر التي تشرف على حدود قطاع غزة من أجل تزويد غزة بالطاقة في ظل الحصار المفروض عليها وذلك بإعادة فتح معبر رفح الحدودي، علما أن السلطات الجزائرية كانت قد عرضت على الفلسطينيين تموينهم هذه المادة الحيوية دون مقابل. حسب مصادر فلسطينية، فان الجزائر ستتباحث موضوع تزويد قطاع غزة بالطاقة دون مقابل في اجتماع لوزراء الخارجية العرب،وأكدت ذات المصادر أن السلطات الجزائرية تنوي تموين الفلسطينيين بهذه المادة الحيوية انطلاقا من معبر رفح الحدودي وبالتالي فهي تنتظر موافقة مصر التي تشرف على حدود قطاع غزة. وكان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد عرض على الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل أسابيع استعداد الجزائر لتزويد قطاع غزة بالكامل بالطاقة اللازمة دون مقابل حسب تصريحات أدلى بها نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق لصحيفة " البشائر" الفلسطينية، معتبرا الموقف الجزائري موقف متقدم في الساحة العربية علما أن بوتفليقة قد منح للرئيس الفلسطيني نهاية شهر مارس الفارط على هامش عقد القمة العربية بالعاصمة السورية دمشق 62 مليون دولار في إطار المساعدات السنوية للشعب الفلسطيني. واعتبر المسؤول في حركة حماس أن العرض المقدم من طرف الجزائر من شأنه التخفيف من أزمة المحروقات التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والتي أكد أنها حلقة جديدة من حلقات التضييق على الفلسطينيين ومحاولة خنقه من قبل الاحتلال الإسرائيلي، تضاف للحصار الاقتصادي وإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات. ويحتاج قطاع غزة يومياً ما قدره 450 لتراً مكعباً من الوقود الصناعي للمحطة و150 ألف لتر من البنزين و350 ألف لتر سولار و300 طن من غاز الطهي وهو ما حرمت منه غزة لأيام طويلة بفعل السياسيات الإسرائيلية. وحسب م. كنعان عبيد نائب رئيس سلطة الطاقة فإن مدينة غزة هي الأكثر تأثراً بقطع الكهرباء بحيث تأثر 55 بالمئة من المدينة بالفصل حتى صباح أمس ا، فيما سيطال الشلل الكامل مرافق الحياة اليومية كالآبار ومحطات الصرف الصحي ومرافق المشافي وغيره. أما باقي مناطق قطاع غزة فتغذى من الخطوط الإسرائيلية حيث يجري حالياً جدولة الخطوط الإسرائيلية لتوزيع الكهرباء على مناطق القطاع بالتساوي، إلا أن الأعطال الناجمة عن تكرار الفصل والقطع للكهرباء تؤثر بدرجة كبيرة على مناطق بمكن ضمان تغذيتها بالتيار الكهربائي، حيث تحول هذه الأعطال دون إعادة ربطها حسب الجدولة المزمع تنفيذها والتي تلجأ لها عادة محطة الطاقة وشركة الكهرباء بغزة. وتجدر الإشارة إلى أن الخطوط الإسرائيلية تغذي قرابة 45 بالمئة من القطاع خاصة شماله وشرقي مدينة غزة كخطوط بغداد والشعف والقبة وخط البحر الذي يختلط بخط شمال القطاع. وكانت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" قد حذرت من تأزيم الوضع في غزة إلى درجة أنها ذهبت إلى التأكيد أنها ستتوقف عن تقديم المساعدات الغذائية لنحو مليون فلسطيني في غزة ما لم تحصل على إمدادات ضرورية من الوقود، فيما سمحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتزويد محطة الكهرباء الرئيسية في القطاع وقوداً يكفي لتشغيلها ثلاثة أيام بعد نفاد مخزونها.