كرم الزعماء الأفارقة الرئيس الصومالي الجديد شيخ شريف أحمد أمس بوصفه الأمل في إحلال السلام في البلاد التي تعتريها الفوضى ولكن حلفاءه السابقين المتشددين أعلنوا الحرب على حكومته ووصفوه بأنه خائن. وقوبل شيخ شريف أحمد بالتصفيق وقوفا من جانب زعماء الاتحاد الإفريقي في قمة تعقد في إثيوبيا البلد الذي طرده من السلطة قبل عامين فقط. وحضر شيخ شريف أحمد إلى القمة بعد انتخابه مباشرة رئيسا للصومال في تصويت برلماني جرى يوم السبت. وأعلن المتشددون الذين كانوا متحالفين مع أحمد قبل أن تطيح به القوات الإثيوبية الجهاد وسخروا من زيارته لإثيوبيا ووجهوا الدعوة لأنصارهم كي يشنوا حربا على الحكومة الجديدة. وترأس أحمد حركة المحاكم الإسلامية التي جلبت بعض الاستقرار على مقديشو ومعظم أنحاء جنوب الصومالي في عام 2006. وغزت إثيوبيا الصومال كي تطيح بحكم الحركة، واتهمت واشنطن المتشددين في حركة المحاكم الإسلامية بإقامة صلات مع "القاعدة". وانسحب الجيش الإثيوبي من الصومالي الشهر الماضي مفسحا الطريق لانتخاب أحمد وتعزيز آمال بقيام سلام في البلاد التي مزقتها حرب أهلية على مدى 18 عاما، ولكن رئيس الاتحاد الأفريقي المنتهية ولايته جاكايا كيكويتي قال للقمة إن على الأممالمتحدة أن تقود المجتمع الدولي في المساعدة في إحلال السلام في الصومال. ودعا كيكويتي إلى قوات تابعة للأمم المتحدة لتساعد قوة صغيرة إفريقية لحفظ السلام في الصومال. وقال خلال اليوم الثاني للقمة الإفريقية التي تعقد سنويا إن ازدهار القرصنة قبالة سواحل الصومال جعل الصراع عالميا. وأضاف: "هذا الوضع يجبر المجتمع الدولي على أن يكون أكثر ضلوعا في السعي من أجل حل للصراع في الصومال. الوقت مناسب للمجتمع الدولي بقيادة الأممالمتحدة أن يهب لتقديم المساعدة." ومما يشير إلى حجم المهمة الماثلة في إعادة السلم إلى الصومال انفجرت قنبلة مزروعة على الطريق فقتلت ثلاثة مدنيين في مقديشو يوم الثلاثاء وأصابت جنديا من قوة الاتحاد الإفريقي. وقدم جان بينج رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي أحمد إلى القمة وطلب منه الوقوف وقال: "بعض ظلال الأمل بدأت في الظهور في الصومال". وابتسم أحمد وهو مدرس جغرافيا سابق ولوح بيديه وانحنى لتحية الحضور الذين صفقوا له. وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بانتخاب أحمد. وقال في كلمة أمام القمة: "بمقدورنا جميعا أن نسعد بالتقدم المحرز نحو تسوية سلمية في الصومال.. وأثق في قيادتكم الحكيمة ورؤيتكم الثاقبة." وانتخب أحمد في عملية سلام توسطت فيها الأممالمتحدة في جيبوتي المجاورة. وسيتوجه إلى مقديشو جوا مباشرة عقب القمة من أجل تشكيل حكومة وحدة. وسيواجه التهديد المتمثل في الأعمال المسلحة التي يشنها المتشددون الإسلاميون بقيادة جماعة الشباب الذين يسيطرون على مساحات كبيرة في جنوب الصومال، وقال الشيخ حياك الله الذي يقود المحكمة الإسلامية في مدينة كيسمايو التي تسيطر عليها جماعة الشباب أمام حشد أمس: "سنقاتل ما يسمى بحكومة شريف في كل مكان". وانبثقت جماعة الشباب عن الجناح المسلح للمحاكم الإسلامية ولكنها انشقت فيما بعد عن أحمد، وأضاف حياك الله: "إنه الآن مع عدونا الأول إثيوبيا.. ويدعو لمزيد من الدعم من جانب الكفار.. تخيلوا كيف خدعنا شريف وخدع الإٍسلام بعدما كان زعيمنا".