مما يحز في النفس حزا ويبعث عن الأسى والألم أن معاني الأبوة وحنان الوالدين قد تلاشت ولم يعدلها اثر في حياتنا الزائفة هذه، فعجبا من آباء تخلو عن فلذات أكبادهم بسبب بلاء أصابهم فيهم ونسوا قوله صلى الله عليه وسلم في عظيم الجزاء الذي يلقاه المرء إذا صبر " إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة، لم يبلغها بعمله، ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده، ثم صبره على ذلك، حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله تعالى". لم تكن تعلم السيدة "حفيظة ب.ه" القاطنة بولاية المدية، أن حياتها ستنقلب رأسا على عقب بسرعة هكذا، وأنها ستفقد حلاوة السعادة لتستبدل بمرارة العيش التي امتزجت بالحزن والأسى، وأن فرحة الميلاد بابنتها "ماريا" التي رزقت بها بعد زواجها قبل ثلاث سنوات، لن تدوم طويلا حيث لم يمض على ولادة الطفلة سوى بعض الشهور، بدأت تظهر عليها أعراض مرض خبيث أصابها على مستوى مؤخرة ظهرها.استعصي على جميع الأطباء إيجاد علاج له. إلا أن الحال لم يتوقف عند هذا الحد، بل زادت تعاستها وعظمت عندما وصلتها ورقة الطلاق من زوجها، الذي فر من تحمل مسؤوليته العائلية، وتركها بمفردها تواجه آلامها وأحزانها بما ابتليت به ابنتها الصغيرة التي بلغت اليوم العشرة شهور، ففوضت أمرها لله الذي قدر لها هذا المصاب، واستعانت به حيث طافت بالعديد من المستشفيات والعيادات الطبية على غرار المدية ،البليدة والجزائر العاصمة... علها تجد العلاج الشافي لابنتها، غير أن الصدمة كانت كبيرة عليها حينما اخبرها الأطباء بان حالة "ماريا" لا يمكن معالجتها هنا بالجزائر، إلا أنهم ابقوا باب الأمل لديها مفتوحا حينما اخبروها بأنه هناك إمكانية وأمل في شفاءها من خلال عملية جراحية تجريها بالخارج. إلا أن باب الأمل هذا سرعان ما أوصد في وجهها، كونها لا تملك من المال ما يكفي لإجراء هذه العملية المكلفة لابنتها، وتحتاج إلى أموال لا تستطيع جمعها لوحدها، حيث لم يسعها إلا أن تتقدم إلى السلطات العمومية علها تستجيب لاستغاثتها التي أطلقتها من خلال جريدة صوت الأحرار"، وتنقذ ابنتها من الإعاقة وتخفف من معاناتها وآلامها مع هذا المرض الخبيث، كما تتوجه إلى ذوي البر والإحسان لمساعدتها والتكفل بإجراء العملية لابنتها بإحدى المستشفيات بالخارج.