خصّصت لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال حيزا كبيرا من خطابها في لقاء جمعها بمناضلي الحزب لانتقاد عدد من الصحف الوطنية، ونالت صحيفة "صوت الأحرار" القسط الأوفر من النقد، حيث كالت لها التهم الجزافية، ويبدو أن السيدة حنون تنطلق في رؤيتها ل "صوت الأحرار" من موقف عدائي مسبق، قد يكون مرتكزا على خلفيات خاصة بالسيدة حنون، تجعلها دوما تحت وطأة تلك الحساسية المفرطة التي تبرز بوضوح، وأحيانا تبدو بشراسة ظاهرة، كلما واجهتها "صوت الأحرار" سواء كصحيفة أو كصحفيين• حنون اغتنمت فرصة تواجد الصحفيين للحديث عن الجرائد التي تعتبرها معادية لحزبها، في محاولة منها لرفع معنويات مناضليها الذين قدموا لحضور اللقاء، حيث أشارت إلى وجود بعض الصحفيين الشباب الذين لم يستوعبوا برنامجها السياسي وبالتالي فمن الطبيعي أن يسرفوا في انتقاداتهم اللاذعة، كما تراها السيدة حنون، لتؤكد مجددا أن برنامجها خال من كل التناقضات ولم يتغير أبدا باستثناء الأهداف التي يعمل الحزب قيادة وقاعدة على تجسيدها وهو أمر طبيعي تقول حنون. إن من حق السيدة أن تقول ما تشاء، لكن الغريب في تصريحاتها التهجمية على الجرائد الوطنية هي تلك النبرة الرافضة للنقد، في وقت نجد فيه أن النقد والمعارضة، كما قد يبدو لنا، هما من أولى أبجديات حزب العمال الذي طالما تعودنا أن نراه يعارض النظام وينتقد المسؤولين بغض النظر عن مناصبهم السياسية، وربما الأغرب هو أن حنون تغتنم فرصة ما قد يكتب عليها ومهما كان بسيطا لتجعل من الحبة القبة وتؤوّل ذلك على أساس أنه مؤامرة تحاك ضدها وأنها مستهدفة . ويبقى أن "صوت الأحرار" من جانبها، لم تتدخل يوما في الحياة الخاصة للويزة حنون لا من قريب ولا من بعيد، كما أن هذه اليومية حرصت دائما على التعامل مع زعيمة حزب العمال على أساس الاحترام الكامل، ومن منطلق التقدير لمناضلة لها كل الحق في اعتناق ما تؤمن به من أفكار ولنا كل الحق في أن نتفق معها أو نختلف، في إطار حق الاختلاف والأخلاقيات السياسية والمنافسة الشريفة• لكن ذلك الالتزام المهني الذي يحكم خطنا الافتتاحي، والذي تجلى طيلة أيام الحملة الانتخابية، من خلال ضمان التغطية لحملة السيدة المحترمة، لم يشفع لنا عندها، ولو من باب الاعتراف بالفضل لأهل الفضل، لقد أبدت السيدة حنون عداءها ل "صوت الأحرار" بصورة علنية، في أكثر من مرة، ونحن هنا لن نلومها ولن نترجى رضاها، وكدليل بارز على ذلك الموقف هو أن لويزة حنون رفضت إجراء مقابلة مع "صوت الأحرار" بحجة أن الصحيفة تابعة لحزب الأفلان! يا لها من حجة جاهزة ومحيرة، اللهم إلا إذا كانت حنون تعتبر الأفلان عدوا لدودا وليس مجرد خصم سياسي• وفي سياق ذلك "الموقف" أبت السيدة إلا أن تتهمنا بأننا نخضع للذين يدفعون الملايير، ولا بأس أن نهمس لها بأننا لم نقبض دينارا واحدا، لا كرشوة ولا كهدية ولا حتى كإشهار، بل إن ما نضطلع به، في إطار مهمتنا الإعلامية، يرتكز على قناعات وليس على إملاءات• في الأخير ألا يحق لرجال الإعلام أن ينتقدوا أو يبدوا ملاحظات دون أن ترمى في وجوههم تلك القنابل الحارقة، التي يراد بها أن تلتزم الصحافة الصمت. إن الصحافة الوطنية، مهما كانت أخطاؤها، لا ينكر أحد أنها وبكل عيوبها ونقائصها، قدمت خدمة جليلة للساحة السياسية وساهمت في تطوير وتنوير الرأي العام، إلا إذا كانت السيدة حنون تنكر تلك الحقيقة ولذلك كان منها ما كان.