حلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس بالعاصمة العراقية بغداد أمس في زيارة مفاجئة، واعتبرت أنه ليس هناك مؤشرات على انزلاق البلد مجددا باتجاه حرب طائفية بالرغم من التفجيرات الأخيرة بهذا البلد. واعتبرت كلينتون هذه الهجمات إشارة إلى مخاوف من أسمتهم بالمتطرفين من سير العراق في الطريق الصحيح ونجاح حكومته، وقالت "إنها ستبحث الوضع الأمني الحالي في العراق، وذلك بعد أن شهد خلال يومين أعمال عنف دامية خلفت المئات بين قتيل وجريح". وأضافت أنها ستلتقي قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال راي أودينيرو، وستستمع منه تقدير بشأن الموقف. وجاء ذلك بعد ساعات من سقوط ستين قتيلا وجرح أكثر من مائة آخرين في تفجير انتحاري استهدف أول أمس مسجدا للشيعة بحي الكاظمية في بغداد، في حين ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بسلسلة العمليات الانتحارية الأخيرة واصفا إياها بالمروعة. ووقع الهجوم عندما فجر انتحاريتان نفسيهما يوم الجمعة في حسينية يوجد بها مرقد الإمام موسى الكاظم بحي الكاظمية شمال بغداد، وأمر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بتشكيل هيئة للتحقيق في الحادث كما فتحت السلطات تحقيقا في ملابسات التفجير. كما أصدر المالكي تعليمات تقضي باعتقال مسؤوليْن أمنيين كانا مكلفين بتوفير الأمن في المنطقة التي شهدت الانفجار، وأعطى أوامره بإعفاء كل الطاقم الأمني المسؤول على المرقد من مهامه طيلة فترة التحقيق. وقد ألقى وزير الداخلية العراقي جواد البولاني باللائمة في ذلك التفجير على تنظيم القاعدة، ولم تتبنّ أي جهة لحد الآن مسؤوليتها عن التفجير الذي جاء عقب هجومين انتحاريين وقعا يوم الخميس الفارط أحدهما في بغداد والآخر في محافظة ديالى قتل فيهما 89 شخصا على الأقل. وفي تفاصيل التفجير قالت مصادر أمنية إن منفذتيْ الهجوم تسللتا إلى بوابتي المرقد من شوارع خلفية لتفادي نقاط التفتيش وكانتا تحملان كيسين جلديين مليئين بالمتفجرات، كما أفادت مصادر طبية وأمنية أن 25 إيرانيا كانوا ضمن قتلى التفجير وأن ثمانين إيرانيا جرحوا في العملية. وفي السياق نفسه قال قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال ديفد بتراوس إن التفجيرات ستتواصل في العراق بعض الوقت ورجح أن تكون شبكة من المسلحين التونسيين متورطة فيها. وأضاف بتراوس في جلسة استماع بمجلس النواب الأميركي موضحا أن أربعة من منفذي الهجمات الأخيرة هم تونسيون، مشيرا إلى أنه تم إلقاء القبض على تونسي كان بصدد التخطيط لهجوم.