قامت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بزيارة مفاجئة للعراق أمس السبت وقالت إن ليست هناك مؤشرات على أن البلاد تنزلق من جديد صوب حرب طائفية بالرغم من الهجمات التي وقعت في الآونة الأخيرة. ووصلت كلينتون لبغداد على متن طائرة نقل عسكرية بعد يوم من تفجير مهاجمتين انتحاريتين أنفسهما خارج مرقد شيعي في بغداد مما أسفر عن سقوط 60 قتيلا في أدمى هجوم فردي في العراق منذ أكثر من عشرة شهور، ووقع الهجوم بعد أعمال عنف دامية الخميس الماضي وسقط 150 قتيلا على الأقل خلال اليومين. وأججت مثل هذه الهجمات التي توقع عددا كبيرا من الضحايا المخاوف من تصاعد أعمال العنف في الوقت الذي أعطى فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما أوامره للقوات الأمريكية بالاستعداد للانسحاب من المدن العراقية في جوان. وبخصوص إمكانية اشتعال الصراع الطائفي من جديد عقب الهجمات الأخيرة ، قالت كلينتون ''لا أرى أي مؤشرات على ذلك هذه المرة. ''أعتقد أن التفجيرات الانتحارية... هي مؤشر وللأسف بطريقة مأسوية على أن الرافضين يخشون أن يكون العراق يسير في الطريق الصحيح.'' من جانب آخر أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون العمليات الانتحارية التي ارتكبت في العراق خلال اليومين الماضيين وتسببت في مقتل عشرات الأشخاص. ووصفها بأنها محاولات تهدف إلى زعزعة الاستقرار والتحريض على أعمال عنف جديدة في البلاد. وقال بان كي مون في بيان أصدره مكتبه الإعلامي ''أن المعلومات التي تحدثت عن أن امرأة قامت بإحدى هذه العمليات برفقة ولد في الخامسة من العمر، لأمر مذهل، لا شئ يمكن أن يبرر أعمالا شنيعة إلى هذا الحد''. وأوضح الأمين العام انه يضم صوته إلى أصوات الشعب العراقي الرافضة لمحاولات التحريض على أعمال عنف جديدة في البلاد ..وكرر عزم الأممالمتحدة على دعم العراق في الجهود التي يبذلها للتوصل إلى سلام دائم والى المصالحة الوطنية. من جهة أخرى قال المتحدث باسم الحكومة العراقية على الدباغ أن التفجيرات الأخيرة التي هزت العراق هي رسالة تريد المجموعات المسلحة إرسالها مع اقتراب انسحاب القوات الأمريكية من المدن العراقية بأنها مازالت فاعلة وتنشط على الأرض. من جهته قال قائد القيادة الوسطى الأمريكية الجنرال ديفيد بيترايوس إن القضاء على المسلحين في العراق سيستغرق وقتا طويلا. وقال بيتريوس في إفادتة أمام لجنة المخصصات بمجلس النواب الأمريكي من أن القاعدة وبقية العناصر المتطرفة مازالت تشكل تهديدا لأمن واستقرار العراق رغم تراجع أنشطتها بصورة كبيرة. وأشار أيضا إلى أن التقدم الأمني الذي تحقق خلال العامين الماضيين مازال هشا، ويمكن فقدان هذه المكاسب. وقال بيتريوس أن الهجمات الأربعة الأخيرة في العراق ربما يكون وراءها عناصر من تونس عادت إلى العراق خلال الشهور الماضية للقتال. وفي السياق ذاته اتهم المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي القوات الأمريكية في العراق بالتورط في سلسة التفجيرات الأخيرة بالعراق التي قتل فيها عشرات الإيرانيين. وقال خامنئي إن '' المتهم الأول في هذه الجريمة والجرائم المماثلة هو الأمن والجيش الأمريكيين''. كما اتهم أيضا أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بالتورط في ما أسماه بزرع ''نبتة الإرهاب السامة في العراق''. وتعتبر إيران استمرار الوجود الأمريكي في العراق تهديدا لأمن الدول المجاورة. وأضاف المرشد الإيراني بأن القوات الأمريكية ''احتلت بلدا إسلاميا بذريعة محاربة الإرهاب وقتلت عشرات الآلاف هناك وساهمت في تدهور الوضع الأمني يوما بعد يوم''. يشار إلى أن نحو 57 شخصا معظمهم من الإيرانيين قتلوا في هجوم انتحاري استهدف الخميس الماضي استراحة على جانب احد الطرق توقف فيها عدد من الزوار الإيرانيين الذين كانوا يقومون بزيارة بعض المراقد الشيعية في محافظة ديالى.