دعا أبو عبد الله غلام الله وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائريين إلى تقفي آثار العلماء وعدم الإصغاء إلى من يسعون إلى أن يفصلوا الأجيال عن بعضها، كما اتهم أطرافا لم يحدد هويتها بالعمل على إشعال نار الفتنة والطائفية بين المسلمين داخل الوطن في إشارة منه إلى النزاع القائم بمنطقة بريان التابعة لولاية غرداية جراء الصراعات المذهبية بين الإباضية والمالكية. مبعوثنا إلى غرداية: عزيز طواهر تضمن خطاب وزير الشؤون الدينية عبد الله غلام الله خلال إشرافه على مهرجان الوفاء لتأبين فضيلة الشيخ شريفي السعيد بن بلحاج المعروف ب "عدون"، انتقادات لاذعة للجهات التي قال إنها تعمل على تأجيج نار الفتن بين أبناء الوطن الواحد، حيث أكد الدين لله والوطن للجميع ومن نطق الشهادة فهو مسلم باتفاق جميع العلماء، ومن هذا المنطلق أوضح أن الجزائريين ليسوا بحاجة إلى بطاقة تؤكد انتماءهم إلى الإسلام كما هو الحال في بعض الدول عبر العالم، لأنهم كلهم مسلمون. وفي سياق متصل دعا الوزير إلى اتباع العلماء الصادقين والمخلصين على غرار الشيخ عدون رحمة الله عليه، واستطرد قائلا "إنه من حق العلماء ورجال العلم علينا أن نقتفي آثارهم ولا ينبغي أن نخرج عن آرائهم السديدة ونتبع من لا يريد خيرا لهذه الأمة وأن لا نصغي إلى من يسعى إلى أن يفصل الأجيال عن بعضها البعض، يجب تخليد رسالة الشهداء وتبليغها إلى الأجيال القادمة. وفيما يتعلق بالاختلاف الموجود بين آراء العلماء، أكد غلام الله أن الاختلاف أمر مشروع، واعتبر الحرية والتفتح في الآراء ثروة فقهية في تاريخ وعقيدة الجزائريين والأمة الإسلامية، وتساءل عن أولئك الذين يعملون جاهدين من أجل خلق فواصل وحواجز، لينتهي إلى القول إن شهادة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" كفيلة أن تجمع شمل كل المسلمين بغض النظر عن مذاهبهم وانتماءاتهم. كما اعتبر وزير الشؤون الدينية أن مهرجان الوفاء الذي كرس لتأبين الشيخ عدون دليل على المكانة التي يوليها المجتمع لرجال العلم، مشيرا إلى مناقب الرجل الذي قضى حياته في خدمة الدين الإسلامي من خلال التعريف بأحكامه وتدريس الأجيال الناشئة جنبا إلى جنب مع الشيخ إبراهيم بيوض مؤسس دار الحياة بمنطقة القرارة بولاية غرداية، مع العلم أن الشيخ عدون ينتمي على المذهب الإباضي الذي عرف أنصاره مضايقات في الآونة الأخيرة بمنطقة بريان من طرف بعض السكان. ولم يتردد غلام الله في الإشادة بخصال الشيخ عدون، حيث أكد أنه استطاع أن يتبوأ مقعد الأستاذ والمرشد والمربي وكان يقدم الأخلاق على المعرفة، باعتبار أن الأخلاق تهيئ النفس لأن تتلقى المعلومات وتجعلها تسير على النهج الذي أراده الله لأهل العلم، فثمرة العلم هي العمل به، كما أن الأوطان تبنى بالعمل النافع وليس بالجدل الخاطئ.