دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد أبو عبد اللّه غلام الله أمس إلى ضرورة تجاوز الخلافات الحاصلة بين الطوائف على غرار الإباضية والمالكية، مشيرا إلى أن الاختلاف المذهبي لا يعني الفتنة، في محاولة منه لم شمل الطائفتين ونشر قيم المحبة والصلح بينهما. وأضاف الوزير خلال إشرافه على انطلاق التصفيات التمهيدية بين المدارس القرآنية لحفظ القرآن الكريم وتجويده، أن هذه المبادرة تعد محطة لدمج المذهب الإباضي والمالكي في الجزائر باعتبارهما المذهبين الغالبين في البلاد، مشيرا الى أن فتح قنوات الحوار بين المذهبين يساعد على إنماء الوعي الوطني والديني بين الطلبة المتنافسين في هذه المسابقة التي تضم 14 مدرسة إباضية و10 مدارس مالكية على مستوى العاصمة. وفي كلمته التي ألقاها بالمدرسة القرآنية عمر بن الخطاب ببلوزداد، بحضور الوالي المنتدب لدائرة حسين داي ورئيس المجلس الشعبي لبلدية بلوزداد نوّه السيد غلام الله بالعلاقات الجيدة التي تجمع الطائفتين الإباضية والمالكية عبر مختلف الأزمنة مستشهدا في ذلك بمناقب السلف الذين اعتمدوا أسلوب التفاهم واحترام الآخر رغم الاختلافات الكبيرة بين المذاهب التي ينتمون إليها. كما اعتبر مسابقة حفظ القرآن بين طلبة المدارس، مناسبة عظيمة يحتفل فيها بكتاب الله الجامع للمسلمين على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم الدينية، مركزا على ضرورة تلاوة هذه المعجزة الربانية والعمل بها باعتبارها الوسيلة الوحيدة والكفيلة بإصلاح أمور الدين والدنيا. ونوه وزير الشؤون الدينية في السياق بمساهمات مختلف العلماء الربانيين الذين تفانوا في خدمة الدين والقرآن الكريم بفضل ما تشربوه من فقه علماء المالكية والإباظية والحنفية ... وغيرها، داتعيا جموع الطلبة الحاضرين في اللقاء إلى الاقتداء بهؤلاء العلماء في التعامل مع القرآن والحديث النبوي الشريف والانتفاع بهما. كما شدد بالمناسبة على مبدإ تحريم الأذى وإثارة العداوة والبغضاء بين الناس باعتباره سلوكا نهى عنه الله عزّ وجل ورسوله الكريم. ومن جهة أخرى قال وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد أبو عبد اللّه غلام اللّه أن مهمة نبذ الخلافات بين الناس والطوائف تقع بالأساس على عاتق العقلاء والأئمة الذين يتمتعون بمسؤولية تبديد الخلافات الناشبة وتكريس مبدأ الاتفاق بين مختلف الأطراف من مواطنين، لجان، وأئمة. وفي إطار زيارة العمل والتفقد التي قام بها أمس إلى العاصمة، أشرف السيد غلام الله على وضع حجر الأساس لمشروع بناء مسجد الأنصار الواقع بحي بوجمعة تميم بالدرارية بعد الاستماع للشروح المستفيضة حول البطاقة التقنية للمشروع المتربع على مساحة 4 آلاف متر مربع. وقدرت تكلفة هذا الأخير بحوالي 25 مليار سنتيم ويستوعب 5 آلاف مصلى، كما يضم مكتبة، وموقفا يحوي 100 سيارة. وعاين الوزير بنفس البلدية مسجد محمد بن عبد اللّه السنوسي التميمي الذي تلقى بخصوصه شروحات وافية تخص درجة تقدم الأشغال، والنقائص التي يعاني منها لا سيما من الجانب المالي، باعتبار أن تكلفة هذا المشروع المقدرة مساحته بألفين و500 متر مربع، تصل إلى حدود 2 مليار و800 مليون سنتيم. وفي المحطة الثالثة، دشن الوزير مسجد علي ابن أبي طالب بالعاشور الممتد على مساحة 675 متر مربع والذي وصلت فيه الأشغال التي انطلقت سنة 2004 درجة متقدمة جدا. وفي حديثه للصحافة، أكد السيد غلام الله أن هذه المشاريع الثلاثة تضاف لحظيرة الوزارة، كما تعد فضاء آخر للمواطنين للقيام بواجباتهم الدينية على غرار الصلاة وتعليم القرآن. ومشددا على ضرورة استكمال أشغال الإنجاز الخاصة بالمساجد على مستوى القطر الوطني بالنظر إلى الدور الهام الذي تلعبه في المجتمع وفي حياة الناس .