بدأ الرئيس الأمريكي جورج بوش زيارة رسمية إلى السعودية تستغرق يومين قادما من إسرائيل في ثاني محطة في جولته الشرق أوسطية. وكان في استقباله لدى وصوله الرياض بعيد ظهر أمس الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز. وقد توجه بوش برفقة زوجته لورا مباشرة إلى مزرعة الجنادرية (40 كلم شمال شرق الرياض) حيث أولم الملك عبد الله على شرفهما في مزرعته. واستبق البيت الأبيض زيارة بوش بالإعلان عن أن البلدين سيبرمان أربع اتفاقيات بينها مذكرة تفاهم تتعلق بالتعاون في مجال الطاقة النووية السلمية. وطبقا لبيان البيت الأبيض "سيفسح هذا الاتفاق المجال أمام حصول السعودية على موارد طاقة آمنة ومضمونة (لتغذية) مفاعلاتها" ولجعل المملكة "مثالا إيجابيا لعدم انتشار الأسلحة النووية في المنطقة". وبذلك ستكون السعودية ثالث دولة خليجية توقع اتفاقا من هذا النوع مع الولاياتالمتحدة، بعد البحرين والإمارات في أفريل الماضي. كما ينتظر أن يجدد بوش أثناء زيارته نداءه للسعودية للمساعدة في تهدئة أسعار النفط القياسية، ومحاولة حشد تأييد عربي لاحتواء ما تعتبره واشنطن نفوذا إيرانيا متزايدا في المنطقة. وقالت مصادر بالرياض إن أهم القضايا التي سيبحثها الرئيس بوش مع الملك عبد الله عملية السلام في المنطقة، والوضع في لبنان والموقف من إيران وأسعار النفط، مشيرة إلى أن الزيارة تأتي في وقت يحتفل فيه البلدان بالذكرى ال75 لإقامة العلاقات الرسمية بينهما. ومنذ زيارة بوش السابقة للسعودية في جانفي الماضي قفزت أسعار النفط حوالي ثلاثين دولارا لتقترب من 126 دولارا للبرميل، مذكية المخاوف من ركود اقتصادي في أميركا، ومصعدة الضغوط على البيت الأبيض في عام سينتخب فيه الأمريكيون رئيسا جديدا خلفا لبوش. كما سيسعى بوش أثناء لقائه ملك السعودية لكسب دعم الرياض لموقف بلاده حيال إيران، التي تعتبرها تهديدا متزايدا لاستقرار الشرق الأوسط. وصعد بوش من لهجة خطابه ضد إيران في كلمة ألقاها في الكنيست الإسرائيلي أول أمس الخميس في الذكرى الستين لإنشاء إسرائيل، قائلا إن دعوات منتقديه لإجراء مفاوضات مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تشبه استرضاء أدولف هتلر قبل الحرب العالمية الثانية. وتعهد بأن واشنطن ستقف إلى جانب إسرائيل في معارضة طموحات إيران النووية، قائلا إن السماح لطهران بامتلاك القنبلة النووية سيكون "خيانة لا تغتفر للأجيال القادمة". ومن جانبه فإن الملك عبد الله سيتطلع إلى الحصول على تأكيدات بشأن التزام بوش بتمرير صفقة أسلحة أمريكية قيمتها 4.1 مليار دولار في الكونغرس الذي تقوده المعارضة الديمقراطية. وهدد الديمقراطيون بعرقلة الصفقة للضغط على السعودية أكبر مصدري النفط في العالم لزيادة إنتاجها من الخام، رغم أن أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) يرجعون صعود أسعار النفط إلى المضاربين وليس إلى أي نقص في الإمدادات. ويتوقع أن يحث بوش السعوديين على بذل المزيد من الجهود لدعم محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية المتعثرة، التي يريدها أن تتوصل لاتفاق سلام قبل أن يترك منصبه في جانفي القادم، وهي مهلة يعتبرها كثير من المراقبين غير واقعية. ويريد بوش أيضا أن تعزز السعودية ودول عربية أخرى الروابط مع العراق، وهو شيء تحجم السعودية عنه منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة لهذا البلد عام 2003. وبعد انتهاء زيارته للسعودية سيزور بوش مصر اليوم وغدا الأحد لعقد لقاءات مع عدد من زعماء المنطقة في شرم الشيخ.