قبل أن يغادر الرئيس الأمريكي جورج بوش منطقة الشرق الأوسط، ارتكبت إسرائيل مجزرة جديدة في حق الفلسطينيين في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد سبعة عشر شخصا حسب حصيلة أولية بينهم النجل الثاني للدكتور محمود الزهار "حسام"، أحد قادة حماس. وجاءت المجزرة التي خلفت عشرات الجرحى أيضا بعد ما توغلت الدبابات الإسرائيلية في حي الزيتون شرق القطاع وقامت قواتها وبدعم مروحي بقصف التجمعات السكانية. وفقدت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس ثمانية من عناصرها. وفي رد فعلها على المجزرة، توعدت حركة حماس على لسان محمود الزهار بالرد ب "اللغة التي يفهمونها"، مؤكدا أنها تمثل أولى نتائج زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة.. فيما قالت حكومة إسماعيل هنية المقالة بأن المجزرة "هي نتيجة طبيعية للقاءات الجارية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل".. وكان من المتوقع أن يكون هناك تصعيد إسرائيلي في قطاع غزة منذ أن وصل الرئيس جورج بوش إلى المنطقة وتباحثه مع المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيي، حيث يسعى بوش إلى إحراز أي تقدم في عملية السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية قبل أن يغادر البيت الأبيض. وقد كشفت التقارير الإخبارية المتواردة أن بوش أعطى لحليفه ايهود أولمرت الضوء الأخضر لتنفيذ عملية عسكرية في قطاع غزة، وذلك ردا على الصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية على إسرائيل. وقبل يومين نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريرا كشفت فيه عن خطة عسكرية أعدها الجيش الإسرائيلي لاجتياح غزة. ووصفت الصحيفة الخطة ب"الشرسة"، مضيفة أن الجيش يتوقع تكبده مائتي قتيل، بينما سيسقط آلاف القتلى في صفوف المدنيين الفلسطينيين. وأوضحت أن "الخطة العملية العسكرية بالقطاع أصبحت جاهزة، ولن تكون عبارة عن اجتياح شامل، بل هجمة متدحرجة وثابتة وشرسة لعزل المنطقة المحددة التي يراد اجتياحها وتطهيرها في كل مرة عن باقي المناطق في القطاع".. وتأتي المجزرة الإسرائيلية الأخيرة في الوقت الذي باشرت السلطة الفلسطينية في مفاوضات الحل النهائي مع الجانب الإسرائيلي. ويقود المفاوضات التي تجري في القدسالمحتلة كل من احمد قريع وتسيبي ليفني. وحسب الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، فإن "هذه الأعمال الوحشية تضعف موقف المفاوض الفلسطيني، وليس فقط تلحق الضرر بعملية السلام". ودعا أبو ردينة في تصريحات له الثلاثاء الحكومة الإسرائيلية إلى التوقف عن وضع العراقيل أمام المفاوض الفلسطيني، لأن من شأن ذلك تعطيل العملية السلمية برمتها. على صعيد آخر، دعا البرلمان العربي الانتقالي الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي والمجلس الدولي لحقوق الإنسان وجامعة الدول العربية والبرلمانات الدولية إلى العمل الفوري لوقف الإبادة التي تستهدف تصفية الشعب الفلسطيني، وناشد البرلمان العربي الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي يزور المنطقة حاليا ممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل لوقف حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني والعمل على تحقيق رؤيته في إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ومستقلة عاصمتها القدسالشرقية وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط. ودعا البرلمان من جهة أخرى الفلسطينيين إلى نبذ الخلافات فيما بينهم والالتقاء على كلمة واحدة حتى لا تضيع حقوق الشعب الفلسطيني الذي ناضل كثيرا من اجل إقامة دولته المستقلة والعيش في أمن وسلام.. ويدعو البرلمان العربي الجامعة العربية للتدخل ووقف المجازر الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في الوقت الذي حل بوش ضيفا على السعوديين، حيث استضافه الملك عبد الله بن عبد العزيز الثلاثاء في مزرعته بالجنادرية. الزهار يفقد نجله الثاني خلال المقاومة يقدّم قادة "حماس" من جديد نموذجاً للقيادة التي تدفع أبناءها لتقدم الصفوف في مواجهة الاحتلال، بخلاف نماذج أخرى من القيادات التي استغلت مناصبها لصالح أبنائها الذي يعيشون في الدول الغربية وتقام لهم الشركات. وقد استشهد أمس حسام الزهار النجل الثاني للدكتور محمود الزهار.. حسام خلال تصديه لقوات الاحتلال ليلحق بدرب شقيقه خالد الذي استشهد بتاريخ عام 2003 بعد أن قصفت طائرات الاحتلال منزل العائلة في محاولة لاغتيال والده الذي نجا حينها. وبدا الزهار صامدا وهو يودع نجله الثاني في مستشفى الشفاء بغزة، فيما التف حوله عدد من قادة وأبناء حركة حماس. وشدد على أن "هذا العدوان الصهيوني ثمرة لزيارة بوش". ومعظم قادة حماس قد قدموا أنفسهم أو أحداً من أبنائهم أو أكثر في المواجهة مع الاحتلال. ويذكر أن نجل الزهار كان عنصرا في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس.. ل/ل