فند رئيس مصلحة التراث الثقافي بمديرية الثقافة لولاية الجزائر وجود مناقصات متعلقة بترميم القصبة كون أن هذه العملية تحتاج إلى دراسات معمقة على جميع الأصعدة إلى جانب الغلاف المالي الكبير الذي يجب رصده كما نفى وجود شطر ثان للدراسة مشيرا إلى أن المخطط الدائم لحفظ القصبة لا يزال في مرحلته الأولى الاستعجالية لإنقاذ نحو 144 بناية. كشف رئيس مصلحة التراث الثقافي بمديرية الثقافة بالعاصمة أنه كان من المفترض أن تنطلق أشغال تدعيم أحياء القصبة بتاريخ أوت 2007 بعد انتهاء كل الدراسات المتعلقة بالمخطط الاستعجالي إلا أن البرنامج تعطل لأسباب تبقى مجهولة وكانت الأمطار الغزيرة التي شهدتها العاصمة في أواخر السنة الماضية والتي خلفت خسائر مادية وبشرية بليغة هي السبب المباشر في الانطلاقة الرسمية لتنفيذ عملية الدعم بتعليمات من والي الجزائر وفي هذا الإطار أكد محدثنا أن البرنامج الإنقاذي أتخذ كمبادرة عاجلة لترميم بنايات القصبة التي تعاني من انهيارات متتالية خاصة وأن بيوتها ملتصقة بعضها ببعض فإن سقوط بيت يتبعه انهيارات متتالية للبيوت المتلاصقة حيث يتضمن المخطط الإنقاذي التدخل السريع لتحديد المباني التي لها الأولوية والآيلة للسقوط في أية لحظة وتحتاج إلى تدعيم حيث يتولى مهمة الإنقاذ 17 مكتبا دراسيا وهندسيا يضم 54 مؤسسة مختصة بالبناء كما يتكفل كل مكتب بمجموعة سكنية محددة تخضع من خلال التدعيم المؤقت وإعادة بناء الأجزاء المتضررة كالأسقف والجدران الخارجية والداخلية حيث يتم بذلك وفق التقسيم الإداري. مضيفا أن الشركات التي تم اختيارها لا تتوفر مضادات عالية ومتخصصة في الترميم وكل مؤسسة تتوفر فيها شروط البناء لها الحق في إنجاز المشروع كما أنه تعمل في إطار موحد وفق مقاييس مضبوطة وأسعار محدودة بين جميع الشركات كون ذلك تم بأمر استعجالي طبقا للمادة 37 ومن جهته صرح محدثنا أن ولاية الجزائر رصدت مبلغ 60 مليار سنتيم لترميم ما يعادل 144 بناية حسب القائمة الرسمية للمركز الوطني للأبحاث العمرانية المتعلقة بالمنازل المهددة بالانهيار، حيث بلغ عدد المنازل التي مسها البرنامج التدعيمي المندرج ضمن المخطط الدائم لحفظ القصبة 90 منزلا وفي هذا الشأن أرجع ذات المسؤول أن سبب تأخر أشغال البرنامج الإنقاذي إلى عدم تعاون المواطنين حيث يواجهون صعوبات مع بعض العائلات التي ترفض تدخل المهندسين لترميم منازلهم مفسرين هذا الرفض بتحايل بعض المواطنين لبقاء المنزل في حالة متردية ليتحصلوا على سكن حكومي كما أن هناك من يفسر ذلك بيأس سكان القصبة من الوعود الخاصة بترميم القصبة التي لم تتجسد بعد وبقيت مجرد حبر على ورق كما شدد على ضرورة تجنيد الرأي العام لتسهيل مهام العاملين في الميدان والتعاون معهم• واعتبر السيد فتوس المخطط الاستعجالي لترميم القصبة مرحلة ابتدائية من مراحل الترميم الفعلي مؤكدا أن الدراسات المتعلقة بالشطر الثاني لم تتحدد بعد في الوقت الذي جاء على لسان المسؤولين أن المناقصات الخاصة من المقرر انطلاقها في شهر ماي الحالي وفي هذا الصدد فند مصدرنا ذلك مشيرا أن هذه المناقصات لا وجود لها في الحقيقة نظرا لاعتبارات عدة أولا كون أن إشكالية الترميم تبدأ بعد الانتهاء من عملية الدعم، كما أنها تحتاج إلى خبراء ومختصين في الميدان مؤهلين لإنقاء الموروث الثقافي الجزائري خاصة بعد تصنيفه من قبل منظمة اليونسكو كمعلم أثري وتاريخي سنة 1992، كما أن مباني القصبة لها خصوصياتها وتتمتع بنمط معماري مميز وهو ما يستدعي القيام بدراسات معمقة فضلا عن الغلاف المالي الكبير التي يجب تخصيصه لها وعلى هذا الأساس فالحديث عن ترميم القصبة أمر سابق لأوانه إلى غاية الانتهاء من أشغال التدعيم الاستعجالية الجارية حاليا. وأفاد رئيس مصلحة التراث الثقافي فتوش فريد أن ولاية الجزائر خصصت مبلغ 150 مليون دينار للقيام بعمليات تدعيمية خلال الفترة الماضية لإنقاذ المعالم الأثرية الآيلة للسقوط حيث مست العملية قصر راحة الداي المتواجد بأعالي بولوغين حصن برج الكيفان، قصر رايس حميدو وبالأبيار حيثبان الأخصر بالمدنية، قنطرة المياه بحيدرة إلى جانب فيلا محي كما يستسلم في 18 ما ي الجاري فيلا عبد اللطيف بحديقة الحامة التي عرفت عملية تدعيم وترميم واسعة وفق معايير معمارية.