عادت الطبعة الجديدة لعكاظية الجزائر للشعر العربي والتي يتم وضع اللمسات الأخيرة للتحضيرات من قبل الديوان الوطني للثقافة والإعلام وتحت شعار هذه السنة "القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية". آخر الأخبار التي بدأت تصل أسماعنا تنبئ بأن طبعة هذا العام لن تختلف في شيء عن طبعة العام الماضي التي "مرح فيها" إبراهيم صدّيقي وثلّة من أتباعه وتمّ فيها كما هو معلوم ولمن نسي، إقصاء جيل كامل من المبدعين الشباب، بينما صال فيها من تعوّدوا على تزيين الواجهة..الأسماء ذاتها..الوجوه ذاتها..قوالب الشعر..أثواب القصيدة..صورها..ذاتها..ذاتها..ذاتها..! بدأت الدعوات تصل أصحابها بنفس الطريقة غير الشفيفة، وتمّ إقصاء مبدعين كثر لأسباب لا علاقة لها بالإبداع والمعايير الفنية، وكرّست نفس الممارسات في الانتقاء، وأُبعد شعراء الجزائر العميقة وغير العميقة، وكأنّ ما حدث العام الماضي سقط في الماء، وسقطت معه قائمة المحتجّين الذين دغدغ صدّيقي عواطفهم أمام كاميرات التلفزيون وأمام الوزيرة الوصيّة..؟ في الجزائر دون سواها، يخضع الشيء إلى اللاشيء، وتصير الذاتية قانونا وشريعة ونظام تسيير ولا يسلم قطاع الثقافة الذي يفترض فيه إشاعة قيم الموضوعية والنزاهة من هذه الآفات.. عادت أصداء تحضيرات الطبعة الجديدة لعكاظية الشعر العربي لتؤكد أن لا شيء تغيّر وأن الإقصاء يكاد يكون الثقافة الوحيدة في هذا البلد، وأن ديناصورات الثقافة من احتكروا الواجهة ولا يزالون، لا يختلفون في شيء عن ديناصورات السياسة والأحزاب والسلطة والمال لأن النفوس واحدة وإن تعددت الأشكال.. ارحموا مستقبل البلد عسى أن تذهب ريحكم...!