أمر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الحكومة بضرورة تعميق تحكمها في إجراءات مكافحة مرض انفلونزا الخنازير خاصة مع ارتفاع عدد زوار الجزائر خلال موسم الصيف، وشدد في نفس السياق على تعزيز التنسيق مع منظمة الصحة العالمية ومختلف الشركاء الدوليين، إلى جانب تعزيز مخزون الدواء المضاد لهذا الوباء. مثل موضوع مكافحة مرض إنفلونزا الخنازير أحد أهم المحاور التي تم مناقشتها على طاولة اجتماع مجلس الوزراء، أول أمس، وهذا بالنظر إلى درجة الأهمية التي يحظى بها هذا الموضوع خاصة وأن آخر الإحصائيات تشير إلى إصابة أزيد من 5 آلاف حالة عبر العالم. وعلى الرغم من أن الجزائر استطاعت أن تبقى إلى غاية اليوم بمعزل عن هذا الوباء، بالنظر إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها، إلا أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمر الحكومة بضرورة انتهاج طريقة عقلانية في تعزيز مخزون الدواء المضاد لهذا الفيروس، مشددا على متابعة هذه الحالة يوميا. وأضاف رئيس الجمهورية في نفس السياق أن مصالح الرقابة والتدخل المعنية مطالبة بتعميق تحكمها في الإجراءات وتنسيقها لاسيما في ظل توقع ارتفاع عدد الزوار خلال موسم الصيف، كما يتعين على الحكومة أن تسهر على الحفاظ على التنسيق مع منظمة الصحة العالمية ومع شركائنا الدوليين وفي مقدمتهم البلدان المجاورة وعلى تعزيزه، وقال بوتفليقة "على أية حال لا يجب التفريط في أي جهد أو وسيلة من باب الحيطة التي علينا أن نلتزمها من أجل ضمان حماية صحة مواطنينا من تهديد هذا الوباء الجديد الذي يشغل قاطبة المجموعة الدولية" . وفي نفس الوقت، أبدى رئيس الجمهورية ارتياحه للإجراءات المتخذة والمخزون من الوسائل والدواء المضاد للفيروس الذي تم تشكيله بمناسبة ظهور خطر أنفلونزا الطيور منذ ثلاث سنوات خلت، معتبرا أن ذلك يسمح اليوم بالتصدي لهذا الخطر الصحي الجديد المنتشر في العالم . وقبل ذلك، قدم وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السعيد بركات عرضا مستفيضا ضمنه مختلف الإجراءات التي اتخذتها الجزائر من أجل مكافحة هذا الوباء خاصة وأن حالات منه قد ظهرت في بلدان مجاورة. وقد أشار وزير الصحة خلال هذا العرض إلى أن الحكومة عملت منذ أن أعلنت منظمة الصحة العالمية بتاريخ 24 أفريل الماضي أن انفلونزا الخنازير تشكل حالة استعجالية بالنسبة للصحة العمومية على اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لمواجهة هذا الوباء نزولا عند تعليمات رئيس الجمهورية، ومن مجمل هذه الإجراءات تنصيب خلايا طوارئ ومتابعة تعمل على المستويين المركزي والمحلي تحت إشراف السلطات الصحية والولاة، كما تم إعداد الهياكل الصحية العمومية عبر الوطن لمواجهة أية حالة يحتمل أن تكون محل شك أو ثبوت، هذا إلى جانب تنظيم ملتقيات إعلامية وتأهيلية لفائدة المسؤولين والأطباء المجندين في هذا الإطار الوقائي. وأضاف المسؤول الأول على قطاع الصحة أن الجزائر تتوفر على كل الوسائل الطبية الكافية لمكافحة هذا المرض وهي موضوعة تحت مراقبة الصحة العمومية، والأمر سواء بالنسبة لتوفر مخزون من دواء "تاميفلو" المضاد للفيروس بحوالي 5.6 مليون حقنة بما يستجيب لمعايير منظمة الصحة العالمية التي توصي بمعدل وقائي يضاهي 20 % من الساكنة، كما شرع من جهة أخرى في حملة إعلام وتوعية مستمرة باتجاه الرأي العام بينما تم تنصيب خلايا إصغاء ويقظة على مستوى إدارة الصحة العمومية.