تعرضت ليلة أمس الاثنين ما يزيد عن 265 طالبة جامعية بالإقامة الجامعية إناث محمد الصديق بن يحيى بالخروب بولاية قسنطينة إلى تسمم غذائي، قبل أن يتم نقلهن إلى مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى محمد بوضياف، حيث تلقين الإسعافات والعلاج اللازم، 15 منهن ما يزلن تحت الرقابة الطبية. وقد زرعت حادثة التسمم الغذائي حالة من التوتر والاضطراب لدى الطلبة، خاصة أن الحادثة وقعت في وقت بدأت فيه الطالبات إجراء امتحانات الموسم الدراسي الأخير عقب تناولهن وجبات كانت متكونة من (حمص وبيض مقلي ومرطبات في الغذاء، وأرز ولحم وموز في فترة العشاء) ولم يتم التفطن إلى حالتهن حتى صبيحة أمس بعد ظهور أعراض الإصابة، والتي تمثلت في آلام على مستوى البطن والحمى والتقيؤ، والمرجح حسب مصادرنا أن تكون المرطبات أو البيض السبب الرئيسي في التسمم. وقد سارعت مديرية الصحة لولاية قسنطينة إلى التدخل وأخذ كل احتياطاتها اللازمة بتوفير الوسائل المادية والمعنوية والتكفل الطبي التام لإنقاذ الطالبات بتخصيص طاقم طبي مؤهل يتكون من 20 طبيبا وطبيبين أخصائيين في علم النفس، بالإضافة إلى تخصيص 15 سيارة إسعاف تابعة للحماية المدنية والخدمات الجامعية. وطمأن ناصر دعماش مدير الصحة والسكان بولاية قسنطينة في ندوة صحفية عقدها أمس بمقر الإقامة الجامعية رفقة رئيس الدائرة، ورئيس بلدية الخروب، طالبات الحي بأن الأمور ستسير على ما يرام باتخاذ كل الإجراءات الوقائية والعلاجية وفتح تحقيق حول مصدر التسمم الغذائي بتحليل عينات الوجبات التي تناولتها الطالبات. أما فيما يخص عدد الإصابات نفى مدير الصحة والسكان أن حجم الإصابات قد وصل إلى 265 حالة، مؤكدا أن الطالبات المتضررات لا يزيد عددهن عن 127 حالة وهو العدد الذي وقفت عليه المديرية بعد إحصاء عدد الطالبات اللائي تعرضن للتسمم، في انتظار ما ستسفر عنه نتائج التحاليل المخبرية. وللعلم فإن الإقامة الجامعية محمد الصديق بن يحيى التي تضم 2860 طالبة ما تزال إلى اليوم تفتقر إلى سيارة إسعاف لاستغلالها في مثل هذه الحالات، الطالبات من جهتهن نددن في هذا الصدد على غياب الرقابة و النظافة على مستوى المطعم، وكشفت إحدى الطالبات أنها عثرت السنة الماضية على "فأر" صغير داخل الأكل، وقامت الطالبات بإشعار إدارة الإقامة الجامعية دون أن تتدخل هذه الأخيرة. كما أن حادثة التسمم الغذائي تعتبر الثانية بعد تلك التي وقعت بالحي الجامعي نحاس نبيل في 03 فيفري من السنة الجارية أي في ظرف لا يتعدى الأربعة أشهر راح ضحيتها 400 طالبة بعد تناولهن وجبة عشاء مكونة من الأرز والدجاج ومرطبات من نوع "ميلفاي" غير صالح للاستهلاك لاحتوائه على مواد خطيرة صنعت بإحدى المخابر غير المرخصة، وسبق أن أغلقتها مصالح مديرية التجارة بسبب انعدام النظافة، وكانت هذه القضية قد أثارت الكثير من الجدل خاصة بعد تحليل المواد الغذائية وإحالة القضية على العدالة ومحاكمة المتسببين.