" فرسان القرآن" راودتني وأنا في البقاع المقدسة "انتظروا عودة خاتم سليمان في رمضان المقبل " " أعشق فيروز وأحفظ أكثر من 700 أغنية لها " نرحل في هذا الحوار الشيق مع الصحفي سليمان بخليلي لنسبر أغوار شخصية أوجدت لها مكانا عند العامة والخاصة، فقد سمح لنا بخليلي من خلال هذا الفضاء بأن نطل على بعض جوانب حياته التي لم نكن نرى منها سوى "خاتم سليمان" أو "ساعة من ذهب" أو "فرسان القرآن" لنكتشف في الأخير أن سليمان أب ديمقراطي، وأذن موسيقية تعشق أغاني فيروز، وعين تبحث عن الحقيقة أينما كانت، بخليلي حدثنا في حواره هذا عن أسرار وظروف نجاحه، واعدا جمهوره العريض بعودة برنامج "خاتم سليمان" إلى الساحة شهر رمضان المقبل نزولا عند طلب المشاهدين. حاورته: سهام مسيعد ** بداية من هو سليمان بخليلي ؟ * أنا من مواليد عام 1963 ببسكرة، التحقت بالمدرسة في بداية السبعينات، تخرجت من الجامعة عام 1986 وبالضبط من جامعة باتنة من معهد اللغة العربية وآدابها، وفي العام الموالي أي 1987 التحقت بمحطة ورقلة الجهوية إلى غاية 1995 حيث أنشأت مؤسسة خاصة للإنتاج التلفزيوني في إطار المؤسسات المستقلة للإنتاج التي صدر مرسوم إنشاءها عام 1994، وكان أول عمل تلفزيوني لي في قسم الأخبار حيث كنت أعد وأقدم من محطة ورقلة التلفزيونية مجلة أسبوعية للأخبار، ومن الإذاعة كنت أقدم برنامج رسالة الجنوب، وبعد ذلك التحقت بمحطة التلفزيون المركزية بالعاصمة كمذيع ومقدم أخبار، وفي عام 1988 أنتجت أول برنامج تلفزيوني تحت عنوان "وهديناه النجدين" وهو برنامج ديني كان يعرض في رمضان، ثم أنتجت برنامجين آخرين أحدهما بعنوان "أنغام من الجنوب" والآخر" نور على نور" الذي كان ينتج بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، ثم أنتجت بعد ذلك وفي عام 1995 أول سلسلة من برنامج "خاتم سليمان" الذي كان موجها أولا إلى محطة ال" أم بي سي" ومنذ عام 1996 تعاقدت مع التلفزيون الجزائري لبثه في شهر رمضان المبارك. ** في حياة كل واحد منا أشخاص يطبعون حياته، فمن طبع شخصيتكم وصقلها لتصبح ما هي عليه اليوم؟ * الشخص الأول الذي كان مؤثرا كثيرا في سليمان الطفل،هو والدي رحمه الله، حيث أنه كان يكتب في جريدة تحمل عنوان "صدى الصحراء" بحكم أنه متخرج من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ثم صار إماما ومفتيا، لقد كان والدي يكتب بشكل جيد، كما أنه أيضا كان يتابع الأخبار العالمية من خلال محطة ال "بي بي سي" الإذاعية، وقد كنت أتابع مع والدي هذه المحطة بشغف، وأتابع كبار مذيعيها، وعلى رأسهم، مديحة المدفعي، مصطفى رمضان، محمد الصالح الصيد الجزائري وغيرهم، كما كنت أستمع وإياه أيضا إلى كبار المذيعين بالقسم العربي على مستوى إذاعة هولندا ، إلى جانب الإذاعة الوطنية طبعا والتي كان تضم ثلة من الإذاعيين الممتازين والمعروفين بأدائهم الجيد وحضورهم القوي. في العائلة نشأت في بيئة إذاعية بحكم أن الوالد رحمه الله كان يقود مساري في اتجاه الإلقاء الجيد والحضور اللغوي القوي، فمثلا أخوي ليس لهما أية علاقة بمجال الإعلام فهما يشتغلان بالتجارة والإدارة لكن من فرط تأثرهما في الصغر، فأنا أجزم أنهما يستطيعان تقديم حصة إعلامية ذلك أن لهما حضورا لغويا جيدا. ** هل تذكرون بعض الأسماء بالتحديد؟ * من الأسماء التي تحضرني الآن: علي شهاب، أحمد فاضلي، نوارة جعفر، أحمد بن يعقوب، محمد بوعزراة الذي كنت أتابع برنامجه الذي يحمل عنوان "قضية وتحليل"، وقد كنت متأثرا كثيرا بطريقة تقديمه، لا أنسى في هذا المقام ذكر المذيع برهوم بوجمعة الذي عرف ببرنامج "مغرب الشعوب" الذي تميز بحضور إعلامي مميز وقدرات كبيرة. أما بالنسبة للتلفزيون فإن الصوت الذي كان يشدني إليه هو صوت المرحوم عبد القادر طالبي الذي كان يقدم برنامج "اخترت لك" في الإذاعة و"الألغاز الخمسة" في التلفزيون، كما يعجبني أيضا صوت الأستاذ علي عراب الذي كان يتميز بالحضور الخاص جدا تعكسها طريقة تقديمه المميزة، وأعتقد أنني أخذت من كل من طالبي وعراب 50 بالمائة من طريقة تقديمي. ** هل أنتم راضون عن طريقة تقديمكم للبرامج؟ * المشاهد هو الذي يحكم، أنا أقدم بطريقة عفوية، أولا، ومن جهة أخرى من يقيم الصوت الإذاعي أو التلفزيوني هو المستمع أو المشاهد، ويبقى أن لكل واحد منا بصمته الخاصة، أنا لا أشبه أحدا، ولا يشبهني أحد، ونحن قد نتأثر بشخص ما ونذوب في شخصيته وكلامه، لكننا في الأخير نجد دائما قالبنا الخاص وتكون لنا بصمتنا التي تختلف عن بقية البصمات. ** قرأت في أحد المواقع أنكم شاركتم في تغطية حرب الخليج الأولى، هلا حدثتنا عن هذه التجربة؟ * كنت رئيس تحرير في محطة ورقلة الجهوية، وقد كان هناك توزيع أدوار للصحفيين في المحطات الجهوية، وقد تم خلال حرب الخليج الأولى إرسال المرحوم إسماعيل يفصح إلى العراق، وأنا إلى الأردن، وقد قمت بتغطية هذه الحرب من عمان، ووصلت حتى الحدود الأردنية الجنوبية مع العراق وبالتحديد إلى منطقة تسمى الرويشد، ومن هناك قدمت عدة مراسلات متميزة للتلفزيون الجزائري ، حيث وقفنا على حالات لجوء العراقيين إلى الأردن واطلعنا على ما يعانونه من مشاكل، ذلك أن الأردن بلد محدود الامكانيات، وقد نزح إليه العراقيون خلال الحرب باعتباره بلدا مجاورا، في عام 2002 عدت إلى بغداد ببرنامج صفحات عربية في سجل ثورة التحرير وقد كانت لي فرصة قطع الطريق برا من عمان إلى بغداد وهنا تمكنت من الوقوف على ما خلّفه الحصار الأمريكي من مآس ومعاناة في حق هذا الشعب الأبي. ** عايشتم فترة العشرية السوداء التي عانى منها الصحفيون كثيرا، فهل أثرت هذه الفترة على مساركم، ولم لا تبحثوا عن قنوات أجنبية للعمل بها خلال هذه الفترة؟ * في التسعينات تلقيت من محطة ال "أم بي سي" عرضا للذهاب إلى بريطانيا وكان حلم كل صحفي آنذاك أن يلتحق بهذه القناة، لكنني رفضت هذا العرض بسبب الظروف التي لم تكن مواتية، فقد توفي في تلك الفترة والدي رحمه الله، ثم ابنتي ثم أخي، وقد جعلني كل هذا أبقى في الجزائر، حيث عكفت طوال تلك الفترة على إنتاج برنامج "خاتم سليمان" وقد كنت أتنقل كثيرا بين الولايات دون أن يعترض طريقي أحد، وأيضا لم أكن بحكم الحس الإعلامي أبالي بما يمكن أن يحدث، وفعلا البرنامج تم بثه خلال تلك الفترة دون أن يحدث لطاقمه أي مكروه. ** إذا أعيد طرح مثل هذا العرض عليكم اليوم فهل ستقبلون؟ * لم تعد هناك إمكانية للالتحاق بقنوات أخرى، في العام الماضي تلقيت عرضا من قناة "الجزيرة مباشر"، لكنني رفضته لأن الظروف تغيرت الآن وهي مهيأة في الجزائر وليس هناك أي داع للالتحاق بقنوات أجنبية. ** لو تحدثنا قليلا عن برنامج خاتم سليمان الذي غاب عن الشاشة العام الماضي، فما سر هذا الغياب، وهل سيعود مرة أخرى؟ * تم بث برنامج خاتم سليمان خلال السنوات الماضية ما عدا العام الماضي بسبب انشغالي بفرسان القرآن. وسيتم إعادة إنتاجه من جديد خلال هذا العام ويبث في رمضان المقبل، خلال العام الماضي تلقيت الكثير من الاتصالات من طرف المشاهدين وقد ألحوا على ضرورة عودة برنامج "خاتم سليمان" إلى الساحة الإعلامية، وبالفعل فقد صدرت مؤخرا الموافقة على بثه، وسنشرع في إعداده بداية من هذا الأسبوع حيث سنسافر إلى الأردن وسوريا والصحراء الغربية وغيرها. **كيف جاءت فكرة برنامج "خاتم سليمان" ؟ *فكرة برنامج "خاتم سليمان" تعود إلى عام 1989 حيث كان على شكل برنامج تضامني موجه إلى الشباب، حيث كان السؤال يوجه إلى شاب يعمل في طاولة لبيع التبغ مثلا، ثم تضع بين يديه خاتم سليمان وتنظر ماذا يطلب، لكن وبعد ذلك تعذر علي تحقيق حلم وطلبات المشاركين، وتعذر إنتاج هذا البرنامج في التلفزيون، ثم فكرت في تقديم جائزة معنوية للفائزين تتمثل في الخاتم. **وماذا عن التسمية ؟ *فكرة التسمية "خاتم سليمان" ترجع أساسا إلى النبي سليمان الذي يقال إنه كان له خاتم يتحكم بواسطته في الجن، وأيضا نسبة لي لأن اسمي سليمان وأنا من يقدم الخاتم، وترجع أيضا إلى اعتماد العرب قديما على مكافئة العلم بالذهب، فالخلفاء الراشدون وعلى رأسهم هارون الرشيد كانوا يقدمون للعلماء وزن كتبهم ذهبا. **يتفق الجميع على أن أسئلة برنامج خاتم سليمان فريدة من نوعها، فهل تجدون صعوبة في وضعها؟ * يصعب أن تجد أسئلة تتلاءم مع رمضان من جهة وتكون في متناول جمهور الشارع من جهة أخرى، فمن السهولة أن تفصل في سؤال وتستطرد في آخر عندما تكون داخل الأستوديو، أما في الشارع فيجب عليك أن تقدم السؤال في ظرف وجيز جدا وأن تحصل أيضا على الإجابة. **ما سر أغاني السيدة فيروز التي تطغى دائما على البرنامج؟ *قصتي مع المطربة السيدة فيروز قديمة، فوالدي رحمه الله كان عندما يستمع إلى صوتها يطلب منا أن نصمت ونتابع، وأنا حاليا أحفظ لها أزيد من 700 أغنية أرددها بألحانها وكلماتها رغم أنها فلكلور لبناني قديم، وأستطيع أن أجد لأي موقف أغنية، حتى أنني سأخبرك بعنوان الأغنية التي ستنطبق مع آخر فكرة نتحدث عنها في الحوار، ويبقى أن أضيف أن ما قدمته السيدة فيروز من أغاني كان فعلا مميزا، فالسيدة فيروز تصنع بأغانيها الكلام الراقي، وما تقدمه الأغنية الرحبانية بصفة عامة هو الذي يهذب الذوق، وقد لاحظت أن التلفزيون الجزائري لا يقدم أغاني السيدة فيروز كثيرا أو أغاني كبار المطربين العرب أو أنه قد يبثها في أوقات متأخرة لا تسمح بمشاهدتها، وعليه أحاول أحيانا أن أمرر عبر برنامج "خاتم سليمان" أغان لكبار المطربين العرب وأحاول أن أشغل بها بعض اللحظات. **هل ستكون طبعة "خاتم سليمان" الجديدة مختلفة؟ * عكفت منذ مدة على دراسة تاريخ الكفاح التحرري الصحراوي، وقد تمكنت من جمع مادة تاريخية كبيرة تكشف حقيقة الكفاح التحرري للشعب الصحراوي، وقد دفعتني هذه الأبحاث إلى إدراج أسئلة عن الصحراء الغربية ضمن البرنامج، وأيضا أنا أحاول حاليا أن أجمع هذه الأبحاث التي قمت بها في كتاب، وقد عرضت هذه الفكرة على مسؤولين قياديين في الصحراء الغربية وقد رحبوا كثيرا بهذه الفكرة، وقد اخترت أحدهم ليقدم للكتاب. **ماذا سيكون عنوان هذا الكتاب؟ *لم أحدد بعد عنوان هذا الكتاب لكنني أريده أن يكون رحلة في تاريخ الصحراء الغربية، القراء يدركون أن هناك روابط تاريخية بين الشعب الجزائري والشعب الصحراوي، حيث أن بعض أعراش الجزائر وخاصة في الجنوب لها روابط وثيقة مع أعراش الصحراء الغربية مثل عرش بازيد الذي له علاقة وطيدة مع العرش الحساني في الساقية الحمراء، ووادي الذهب، أعتقد أن هناك الكثير مما يمكن أن يطلع عليه القاريء، وهو ما يجعلني أقترب أكثر فأكثر من الصحراء الغربية وأواكب أيضا تطور كفاح الشعب الصحراوي خاصة وأن الصحراء الغربية هي آخر بؤرة مستعمرة في إفريقيا. **وماذا عن برنامج "ساعة من ذهب" ما هي حقيقة غيابه؟ * برنامج "ساعة من ذهب" بدأ مكملا لفكرة خاتم سليمان، بعدما وجدت الكثير من المادة التي لا يمكن أن تطرح على جمهور الشارع، حاولت بلورتها في فكرة جديدة، وهي برنامج "ساعة من ذهب" الذي تم بثه قبل عامين تقريبا لكننا واجهنا عائقا كبيرا حال دون إتمام بث البرنامج، وتمثل أساسا في الجوائز المالية التي تمنح للفائزين، فلا يعقل أن يتم تقديم ساعة ذهبية في كل البرنامج، وعليه واجهنا مشكلة في تسديد جوائز المتسابقين، حيث أن هناك الكثير من الفائزين الذين لم يحصلوا بعد على جوائزهم، ومنه ارتأيت توقيف البرنامج إلى حين تسديد مستحقات الفائزين السابقين، أو ابتكار فكرة جديدة. قدمنا برنامج "ساعة من ذهب" إلى مهرجان القاهرة رفقة 9 أعمال للتلفزيون الجزائري وقد نال جائزة الإبداع الذهبية لعام 2007. **كيف تلقيتم خبر حصول البرنامج على الجائزة؟ *أية جائزة يتم تقديمها لأي مبدع هي تحفيز على تقديم الأحسن والأجود وتدفع صاحبها إلى تقديم عمل أكثر تميزا واختلافا عن الأول. **لو نتحدث قليلا عن برنامج "فرسان القرآن" الذي تحضرون الطبعة الثانية منه، كيف كانت فكرة إنتاجه؟ *زرت البقاع المقدسة في رمضان 2008، وهناك وجدت صوت الشيخ المنشاوي الذي يتردد في جنريك بداية برنامج " فرسان القرآن" بعد أن تم تعديله تقنيا ليشابه صوت طفل صغير، وقد لاحظت أنه منتشر بكثرة في مختلف الشوارع التي مررت بها، ومن هنا راودتني فكرة تقديم برنامج يعنى بتقديم المواهب، حيث أن هذا البرنامج كان موجها في البدء إلى فئة الأطفال، ثم أدركت أنه يصعب تشكيل مادة علمية ودينية لصالح الأطفال، ومن جهة أخرى جاء طرح هذه الفكرة مع بروز مدرسة أخرى هي مدرسة ألحان وشباب، وقد سعيت إلى أن يكون هذا البرنامج موازيا لها. **يشاع أن الفائزين في المسابقة لم يحصلوا على جوائزهم، فهل هذا صحيح؟ *المتسابقون نالوا جوائزهم جميعا، بما فيهم الفارس الأول الذي نال شقة و200 مليون سنتيم للفائز الثاني و100 مليون سنتيم لبقية الفائزين. **ما رأيكم في من يقولون أن برنامج "فرسان القرآن" هو ستار أكاديمي إسلامي؟ *هذا رأي يحترم، قد يكون شكل المسابقة من حيث استعمال ال " أس أم أس" وفوز شخص واحد في نهاية البرنامج مشابها لهذه المدرسة، لكن هذا الشبه لا ينفي وجود اختلاف، فنشرة الأخبار مثلا مبدؤها واحد في كل القنوات العربية و الأجنبية، لكن في النهاية تجد أن هناك ما يميز نشرة عن أخرى، أعتقد أن الشبه يكمن في القالب الفني، مع وجود اختلافات في المضمون. هل ستكون طبعة هذا العام من البرنامج مختلفة ؟ *ربما قد تختلف من حيث الشكل فقد أضفنا أشياء جديدة لكننا سنعمل في مقابل ذلك على تكريس نفس القالب بما فيها فقرات الشيوخ الضيوف، وتخليد مقريء في بداية الحلقة وغيرها من الأركان، كما ستكون هناك إضافات تقنية جديدة، وخلال طبعة هذا العام من مسابقة فرسان القرآن أضفنا الجالية الجزائرية إلى المسابقة، وقد قمنا بتسجيل التصفيات الأولى في فرنسا في انتظار الانتقال العام المقبل إن شاء الله إلى المشرق العربي. من من البرامج التي تعدها أقرب إلى قلبكم؟ *لا يوجد برنامج بعينه، أنت تضعينني أمام إجابة المرأة الأعرابية عندما سئلت عن أقرب أبنائها إليها، أعتقد أن أقرب هذه البرامج إلي هو البرنامج الذي يجد طريقه إلى الجمهور، وهو البرنامج الذي أكمله وأضيف إليه أشياء جديدة. * ما هي مقومات الصحفي الناجح في نظركم؟ * يجب أن يكون الصحفي مستمعا جيدا، أي أنه كثير الاستماع قليل الكلام، حيث أننا عندما نسمع إلى الأكثر منا خبرة والأكبر سنا نستفيد منهم لا محالة، وهكذا الصحفي عندما يستمع إلى أصوات رائدة في الإعلام يتعلم منها ويأخذ ما يريد ليضيف لمسته الخاصة، أما ثاني صفة يجب أن تتوفر في الصحفي الجيد فهي التواضع فلا يتجه نحو الغرور الذي قد يقتل موهبته. **ما هو آخر كتاب قرأتموه؟ *مجموعة أبحاث حول كفاح الشعب الصحراوي ، مقالات في شكل أبحاث حررها الأمين العام لمنظمة الوحدة الإفريقية سالم أحمد سالم، وهو كتاب عثرت عليه بواسطة الأنترنت، ويستعرض هذا الكتاب الجهود الإفريقية في تصفية الاستعمار ويقدم الصحراء الغربية نموذجا ويقارن بين الكفاح في الصحراء الغربية والكفاح في أريتيريا. **ما هي الحكمة التي تطبقونها في حياتكم ؟ **لا توجد حكمة أبلغ من "كل من سار على الدرب وصل". *بعيدا عن سليمان بخليلي الصحفي، نود أن نعرف شيئا عن الأب ورب العائلة؟ **قد أكون بعبارة موجزة مقصرا في الجانب الأسري، العمل يأخذ كل وقتي، والأبناء يكبرون بسرعة في غفلة مني كلمح البصر وأكثر ما يؤلمني هو أنني لم أواكب طفولة أبنائي، على المستوى العائلي أنا ديمقراطي في أسرتي يستطيع كل فرد أن يفعل ما يشاء شرط أن لا يخرج عن مقومات الأسرة والمجتمع والتمسك بالأصول العائلية المتعرف عليها. *ما هو أسوأ وأفضل موقف تعرضتم له؟ **لدي شريط من سيء المواقف وجيدها، قد لا تكفي صفحات لذكرها، لكن أسوأ موقف ربما تعرضت له هو عندما ألتقي بالناس في الشارع ، ثم أرى الجزائريين وهم "معصبين" وبينهم حزازات، عندها أشعر أن روح الحضارة التي تجدها في مجتمعات أخرى غائبة في مجتمعنا فالجزائري مازال في حاجة إلى الترفع عن الخلافات البسيطة، لكنني وفي مقابل ذلك أفرح كثيرا عندما أجد أن الجزائري بسيط وعفوي وتلقائي ويقدر المواهب، وما أجمل أن يكبر الناس عملك ويحبونه باحترام كبير. ** أنا أتابع جريدة " صوت الأحرار" باهتمام ، وفيها كثير من الأقلام الواعدة والكبيرة التي تؤسس لصحافة مقتدرة وأتمنى أن تستمر وتلقى تألقا ونجاحا. **ما عنوان أغنية السيدة فيروز الذي وعدتمونا به في ختام الحوار؟ *بما أننا نتحدث عن " صوت الأحرار" والعاملين بها أهديكم جميعا أغنية " سلملي عليه"