عين أمس البابا بندكت السادس عشر الأب غالب بدر رئيسا لأساقفة الجزائر خلفا للأب هنري تيسي الذي قدم استقالته بعد أن قضى عشرين عاما على رأس أسقفية الجزائر إثر بلوغه سن التقاعد وفقا لما تنص عليه قوانين الكنيسة. بعد عشرين عاما من العمل على رأس أسقفية الجزائر، قدم الأب الفرنسي الذي يحمل جنسية جزائرية هنري تيسيه استقالته مؤخرا إلى بابا الفاتيكان حسب ما تنص عليه قوانين الكنيسة، ليقوم بندكت السادس عشر بعد ذلك بتعيين الأب غالب بدر خلفا لتيسيه حسب ما أكده أمس راديو الفاتيكان. هنري تيسيه الذي عرف بمواقفه المعتدلة، وبدفاعه عن مسألة حوار الأديان والحضارات، والذي اشتهر أيضا بموقفه المناوئ للنشاطات المشبوهة التي تقوم بها به الكنيسة الأنجليكانية في مختلف مناطق الوطن بهدف التأثير على الشباب الجزائري من خلال انتهاجها لطريق التبشير الديني القائم على استغلال الظروف الصعبة للجزائريين، كان قد عين عام 1929 كاهنا بالجزائر، وقد تمكن بسهولة من الانصهار في المجتمع الجزائر فأتقن اللغة العربية، وحصل على الجنسية الجزائرية عام 1966 ليصبح مواطنا جزائريا يتمتع بنفس حقوق الجزائريين ولا يتخلف عن القيام بواجباته خاصة ما تعلق منها بأداء الواجب الانتخابي. وقد تم تعيين تيسيه على رأس أسقفية الجزائر عام 1988 خلفا للكاردينال دوفال، ليقضي عشرين عاما في مراقبة باقي الأبرشيات المتواجدة عبر الوطن بكل من العاصمة وهران، قسنطينة والجنوب. مغادرة تيسي أسقفية الجزائر جاءت في وقت كثفت فيه الكنيسة الإنجليكانية جهودها لتنصير الشباب الجزائري، من خلال تحديها للسلطات المعنية التي تعمل على تطبيق قانون الشعائر الدينية الذي أثار جدلا دوليا كبيرا. أما الأسقف الجديد وهو الأب غالب بدر الذي يستعد حاليا للعمل في الجزائر فقد كان يشغل منصب رئيس المحكمة الكنسية اللاتينية البدائية في عمان فقد ولد في بلدة الوهادنة في عجلون سنة 1951 والتحق بالمعهد الاكليريكي سنة 1963 حصل على درجة الدكتوراه في الحقوق المدنية من جامعة دمشق سنة 1979 ثم التحق بجامعة اللطران الكنسية في روما وحصل على درجة الدكتوراه في الحقوق الكنسية والمدنية سنة 1986 وعلى درجة دكتوراه في الفلسفة سنة 1985 ثم عُيّن رئيسا للمحكمة الكنسية اللاتينية في القدس لمدة ست سنوات وكان عميدا لكلية الفلسفة في المعهد الاكليريكي في بيت جالا لمدة ست سنوات أيضا ثم عين كاهنا لرعية اللاتين في اللويبدة ورئيسا للمحكمة الكنسية اللاتينية البدائية في عمان سنة 1992.