دعا رئيس الكنيسة الكاثوليكية الجديد بالجزائر الأب غالب بدر الشعب الجزائري إلى اعتبار الكنسية جزءا منهم تشاركهم أفراحهم وأحزانهم، وتساهم في التنمية والعمل وكل ما يخدم البلاد. وفي حفل تكريم أقيم على شرف الأب هنري تيسييه نظمته وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بدار الإمام بالمحمدية بالعاصمة بعد انتهاء مهمته كرئيس أساقفة الكنسية الكاثوليكية في الجزائر قال الأب غالب "أتمنى أن يعتبر إخواني الجزائريون والمسلمون الكنيسة الكاثوليكية جزءا من الجزائر تشاركهم أمالهم وطموحاتهم وكل الجهود التي يبذلونها خدمة لمستقبل الجزائر" وأوضح أن الكنيسة الكاثوليكية ستكون شريكا لكل الجزائريين وستعمل من اجل خدمة الشعب "دون تفريق بينهم سواء لانتماءاتهم او لعرقهم او للون بشرتهم". ووعد رئيس الكنيسة الكاثوليكية الجديد بالعمل من اجل أن يكون "خير خلف" للقس تيسييه الذي يغادر هذا المنصب بعد 28 سنة، وانه سيجتهد من اجل الاحتفاظ بعلاقة الصداقة التي تربط الاب المغادر مع جميع المسؤولين وكذا الشعب الجزائري. واعتبر التكريم الذي خصته به وزارة الشؤون الدينية بالتنسيق مع المجلس الاسلامي الأعلى وجمعية العلماء المسلمين عرفانا للأب تيسييه بما قدمه للشعب الجزائري. وكان بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر عين القس الأردني غالب بدر أسقفا للكنيسة الكاثوليكية بالجزائر في ال 24 ماي الماضي خلفا للقس الفرنسي هنري تيسييه. وأمام وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بوعبد الله غلام الله، ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى الشيخ بوعمران، ورئيس جمعية العلماء المسلمين الشيخ عبد الرحمان شيبان وفي كلمة امتزجت بالحسرة على مغادرة المنصب قال الاب تيسييه والدموع على جفنيه أن "الشعب الجزائري احتضن الكنيسة الكاثوليكية، مما اهلها لان تكون صديقة الجزائريين"، وذكر في هذا السياق بما قاله الكاردينال دوفال سنة 1955 عندما اكد أن "مصير الكنيسة مرتبط بعلاقتها مع الجزائريين، وان هذه العلاقة هي التي مكنت الكنيسة من احتلال مكانة وسط هذا الشعب". أما وزير الشؤون الدينية والأوقاف فذكر في كلمة له خلال الحفل الذي حضرته شخصيات دينية وثقافية إضافة الى سفير الفاتيكان بالجزائر بخصال الأسقف تيسييه، ووصفه بالصديق و"المواطن الجزائري" الذي سيبقى في الجزائر لمواصلة جهوده والتقريب بين الحضارات والديانات. وأشار الى أن الاب تيسييه الذي أصبح مواطنا جزائريا دون مسؤولية في الكنيسة، يبقى رجلا عظيما جلس على كرسي رجل عظيم هو الكاردينال دوفال الذي وقف الى جانب الجزائريين في نضالهم ضد الاستعمار الفرنسي. ورحب من جهة اخرى برئيس الكنيسة الكاثوليكية الجديد وعبر عن امله في أن يواصل العمل في نفس نهج الاب تيسييه. وفي كلمة مقتضبة قال الشيخ عبد الرحمان شيبان أن الجزائر محيط ووجود الكنيسة الكاثوليكية في الجزائر هي كوجود جزيرة في هذا المحيط. أما الشيخ بوعمران فذكر بخصال الاب تيسييه والمواقف التي اتخذها لصالح الجزائر ونشاطه من اجل التقريب بين الديانات وتنشيط حوار الحضارات. وفي ختام الحفل أهدت وزارة الشؤون الدينية والاوقاف الاب تيسييه "برنوس الجزائر" عرفانا بمجهوداته على راس الكنيسة الكاثوليكية..