وعدت إسرائيل أمس بإجراء مفاوضات جدية مع سوريا مؤكدة في الوقت نفسه قدرتها على "تدبر أمرها" بدون هضبة الجولان التي تطالب سوريا باستعادتها كاملة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في تصريح صحفي أثناء افتتاح اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي "لا ننوي القيام بتلك المفاوضات عبر وسائل الإعلام وبيانات يومية أو إطلاق الشعارات". وأضاف أن "إسرائيل لديها تجربة مفاوضات مع سوريا، أجرينا مفاوضات أيضا في الماضي وكان الجمهور يعلم بها لكن لم يعلن عن تفاصيلها ونقاطها الحساسة لتتم على أحسن وجه". وأشار أولمرت إلى أن هذه المفاوضات تجري بجدية "وجرت استعدادات مفصلة ودقيقة تنسجم مع واقع اليوم وسيستمر ذلك". وتأتي هذه التصريحات بعد إعلان تل أبيب ودمشق الأربعاء الماضي أنهما تجريان مفاوضات سلام غير مباشرة برعاية تركيا بعد تعثر دام ثماني سنوات. وحددت تل أبيب أول أمس على لسان وزيرة الخارجية تسيبي ليفني شروطا لإبرام اتفاق سلام مع سوريا، متفقة مع واشنطن في مطالبة دمشق بأن تنأى عن علاقتها مع إيران وحزب الله اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية (حماس). وأعلنت تركيا على لسان وزير خارجيتها علي باباجان أن الطرفين توصلا لأرضية مشتركة في ثلاثة أيام من المحادثات غير المباشرة في إسطنبول، والتي تتمحور أساسا حول انسحاب إسرائيل من الهضبة السورية المحتلة منذ عام 1967 مقابل اتفاق سلام. وفي هذا الإطار صرح رئيس الأركان الإسرائيلي السابق دان حالوتس أن بإمكان إسرائيل "تدبر أمرها" بدون هضبة الجولان التي تطالب سوريا باستعادتها كاملة. وقال حالوتس في تصريحات بثتها الإذاعة العسكرية "يمكننا تدبر أمرنا بدونه (الجولان) كما فعلنا في الماضي". ورفضت سوريا في وقت سابق الشروط الإسرائيلية من أجل التوصل لسلام حيث أكدت على لسان وزير الإعلام محسن بلال أنه لا خيار أمام إسرائيل سوى الانسحاب من الهضبة إذا أرادت تحقيق السلام على المسار السوري. وتطالب دمشق باستعادة مرتفعات الجولان، التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967.