انتخب البرلمان اللبناني قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا جديدا للبلاد تتويجا لاتفاق الدوحة الذي أنهى أزمة سياسية دامت نحو 18 شهرا. وقد ميزت جلسة انتخاب الرئيس الثاني عشر للبنان حضور عربي ودولي لافت. وقد صوت 118 نائبا من الموالاة والمعارضة لصالح انتخاب سليمان رئيسا مقابل 6 أوراق بيضاء. وكان النواب بطرس حرب وحسين الحسيني ونائلة معوض وجورج عدوان استهلوا جلسة التصويت بإعلان تأييدهم لانتخاب سليمان رئيسا، لكنهم أبدوا تحفظهم لعدم إجراء التعديل الدستوري المطلوب لذلك. ورد رئيس مجلس النواب نبيه بري بالقول إن انتخاب سليمان دستوري بحسب المادة 73 المرعية في هذا الإجراء وليس المادة 74، وطلب إجراء التصويت بعد إرجائه 19 مرة بسبب الأزمة، ما تسبب في فراغ رئاسي في البلاد دام نحو ستة أشهر. وحضر التصويت رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الذي كان مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني القوة المحركة وراء اتفاق الدوحة الذي أنهى أزمة سياسية غير مسبوقة في لبنان استمرت أكثر من 18 شهرا، كما حضر التصويت مجموعة من وزراء الخارجية العرب والأجانب بينهم وزيرا خارجية سوريا والسعودية بالإضافة إلى فرنسا وتركيا ومصر وإيران. واتخذ عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي إجراءات أمنية كثيفة في محيط مجلس النواب وعند مداخل الوسط التجاري لبيروت، وانتشروا على سطوح المباني التي تحيط بمبنى المجلس. وبصفته رئيسا للبنان سيتعين على العماد سليمان مواجهة عدد من القضايا المثيرة للانقسام من بينها العلاقات مع سوريا وقرار لمجلس الأمن يدعو إلى نزع سلاح جميع المليشيات في لبنان، وهو مطلب يؤيده خصوم حزب الله في لبنان. ولكن مهمته الأولى ستكون تعيين رئيس وزراء جديد ليخلف فؤاد السنيورة وتنسيق تشكيل الحكومة الجديدة معه. وقال مسؤولون إن زعيم الأغلبية البرلمانية سعد الحريري يعد الشخصية الأوفر حظا لتولي هذا المنصب. وينبغي على الرئيس تكليف المرشح الذي يجمع على تسميته أغلبية النواب في البرلمان. وفي تعليقه على مراسم انتخاب العماد سبيمان رئيسا للبنان،, قال رئيس البرلمان نبيه بري إنه يريد أن تكون عملية الانتخاب "بمثابة عرس متكامل لبنانيا وعربيا ودوليا". ومن جهته اعتبر رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أن "وقت التغيير قد حان" وذلك بعد ولاية اتسمت باستعراض قوة مع المعارضة بقيادة حزب الله، معربا عن رغبته في عدم العودة إلى منصبه. وقال السنيورة الذي يفترض أن يقدم استقالة حكومته فور انتخاب رئيس جديد للجمهورية "لقد مارست مهامي طيلة ثلاث سنوات، وأعتقد أن الوقت حان للتغيير" مذكرا مع ذلك بأن القرار النهائي في ذلك يعود للغالبية النيابية. ومن جهته حث العماد ميشال سليمان قائد الجيش الذي سيصبح رئيسا للبنان، على الوحدة الوطنية وقال لصحيفة السفير "أنا وحدي لا أستطيع إنقاذ البلد هذه مهمة الجميع". وأوضح سليمان أن "الأمن ليس بالعضلات بل بالإرادة السياسية المشتركة" وأضاف "علينا أن نحصن أنفسنا أمنيا وسياسيا بالوحدة الداخلية". وقد أقيمت لسليمان مراسم تكريم ووداع بمقر قيادة الجيش. وتخرج سليمان من الأكاديمية العسكرية عام 1970 ويحمل إجازة في العلوم السياسية والإدارية من الجامعة اللبنانية. وولد سليمان في قرية عمشيت ذات الأغلبية المسيحية، ويجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية وهو متزوج وله ثلاثة أولاد. الوكالات/ واف