ليس مفهوما كيف أن المنقسمين في حركة مجتمع السلم يتمسكون بالشيخ نحناح رحمة الله عليه، سواء أكانوا في حركة الدعوة والتغيير أو في حركة مجتمع السلم. كلهم يقولون أنهم أولى بالشيخ من غيرهم، وكلهم يرى أن الآخر انحرف عن الخط الذي رسمه الشيخ ، فتفرقوا أحزابا وشيعا لكل منهم أمير المؤمنين ومنبر. وقد وصل الإنقسام حد تنظيم كل فريق ملتقى دولي أطلق عليه إسم " الملتقى الدولي الشيخ محفوظ نحناح " بل حدث استعراض للعضلات بين الفريقين المتخاصمين حول أحقية كل منهم بالشيخ المرحوم ، إلى درجة تم تنظيم تجمع في " ملعب " للتدليل على شعبية أبو جرة، في حين يعمد أتباع مناصرة في الدعوة والتغيير على وسائل الإعلام لنشر أعداد الملتحقين بهم من مناضلين " إخوانيين ". بل أغرب ما في الأمر أنه يتم إقحام عائلة الشيخ محفوظ نحناح في الإستقواء على هذا أو ذاك، فكل طرف يقول إن ابن نحناح معي وليس مع خصمي، ويذهب بعضهم إلى الحرص على التقاط صور له بجانب ابن محفوظ نحناح. إن الشيخ نحناح توفى رحمه الله بعد مرض عضال، ومثل هذه الصراعات تقتل نحناح عدة مرات في قبره. وهكذا يحدث له مثل بعض الشخصيات الوطنية التاريخية التي قتلها تعصب فئة إليها التي تدعي احتكارها لها دون سواها من الجزائريين مثلما حصل مع المرحوم عبان رمضان. يقول مالك بن نبي رحمه الله، إن في وفاة الشخصيات حياة لفكرها، أي أن أتباعهم سيعتمدون على أفكارهم ونهجهم في الحياة السياسية والثقافية .. لكن الإعتماد على عائلتهم أو على رفقائهم التاريخيين للإستقواء بهم على حساب الآخر يصبح مضرا بالورثة وبالموتى أيضا. والشيخ نحناح الذي كرمتهن غبن نحناح الفلاني مع الحركإ الدولة في دفنه في مربع الشهداء تقديرا لمكانته وجهوده في العمل السياسي وخدمة الجزائر ، يغتال يوميا بفعل هذا الصراع .. صراع الديكة. هؤلاء يصدق عليهم قول الشاعر : الكل يدعي بليلى وصلا .. وليلى لا تقر لهم بذاك. فأنا شخصيا لا أعتقد أن الشيخ نحناح لو كان حيا، وربما حتى في قبره، يكون راضيا عن هذا الطرف أو ذاك، أو يقر بأحقية هذا الطرف أو ذاك.