بداية كيف ولجت عالم الكرة ؟ بدايتي الرياضية كانت في موسم 68 / 69 مع نادي وفاق القل حيث ترعرعت من الأصاغر حتى الأكابر، وكان آنذاك ينشط ضمن البطولة الولائية وتمكن من الصعود إلى القسم الشرفي• وتواصلت بعد ذلك تألقات الصعود حيث تمكن الفريق من الصعود إلى القسم الوطني الثاني سنة 75 ليتحقق الحلم الأكبر موسم 79 / 80 بصعودنا للقسم الأول• حدثنا عن مباراة فريقك ضد شبيبة القبائل في نهائي كأس الجمهورية سنة 1986 حيث ضاع حلمكم في الدقيقتين الأخيرتين من الوقت الإضافي بفضل رأسية فرفاني•• وقتها أديت مباراة في القمة••• ما تعليقك على هذا ؟ في الحقيقة وبالرغم من السنوات العديدة التي مرت، إلا أنني مازلت متأثرا بهذا اللقاء، لقد كانت هذه الكأس في متناولنا لأنني كنت على أهبة الاستعداد للضربات الترجيحية، لأنني بصراحة كنت مستعدا للإطاحة بالشبيبة حتى أثبت للمدرب خالف بأنني الأجدر بحراسة شباك المنتخب الوطني، لكونه هو من أبعدني من المنتخب الوطني• وماذا عن مغامرتكم الإفريقية ؟ لا أخفي عليكم بأن مشاركتنا في كأس إفريقيا للأندية الفائزة بالكؤوس هو الإنجاز الذي مازلت أعتز به، حيث شرفنا المدينة والوطن أحسن تشريف• وكما يعلم الجميع فإن خروجنا من هذه المنافسة أمام الجيش الملكي المغربي كان من صنع الحكم آنذاك في لقاء العودة بالمغرب• شكلتم في تلك الفترة أزهى أيام الوفاق رغم محدودية الإمكانيات؟ الأمور لم تكن تخص الإمكانيات وإنما كل شيء كان بإرادة الرجال، فعندما اجتمع من أرادوا الخير للفريق فعلا ووفروا له المحيط المناسب كان الفريق يسير بخطى ثابتة وينافس أعتد الأندية، ولولا تباين المستوى المادي لحصدنا عدة ألقاب بدليل أن فريقنا كان يخرج دوما تحت التصفيقات وفي مختلف الملاعب، لأننا كنا نلعب كرة نظيفة ومفتوحة ونركز على الأداء قبل النتائج• اليوم يختلف كليا عن الأمس فما هي الأسباب التي أدت إلى تدهور فريقك وفاق القل ؟ والله في الحقيقة شيء مؤسف أن ترى هذا النادي العريق يتخبط في الأقسام السفلى حيث لم يبق منه إلا الاسم، وهذا في نظري راجع إلى تخلي الجميع عنه وبالأخص الأسرة الرياضية، حيث أصبح الفريق في السنوات الأخيرة يعاني أزمة حادة، ووصل به الأمر إلى البحث عن رئيس يسير شؤونه وهو أمر مؤسف للغاية• وما هو الحل في نظر بغلول؟ مشكل الوفاق ليس ماديا بالدرجة الأولى وإنما يكمن في تغيير الذهنيات وترك سياسة البريكولاج المنتهجة حاليا، وضرورة الاعتماد على أولاد البلاد والمناطق المجاورة، لأن هناك مواهب شابة ذات مهارات عالية للأسف تعاني الإقصاء والتهميش، وراح العديد منهم ضحية التمييز والإقصاء، وهي النقطة التي زادت من تأزم الوضع• والنقطة المهمة كذلك من أجل النهوض بهذا الفريق تكمن في ضرورة لم الشمل وترك المصالح الخاصة جانبا والتفكير في مصلحة النادي، لأن أي فريق ناجح فيكون ذلك بلاعبيه القدماء كما تفعل كل أندية العالم ماعدا في الجزائر••• كيف تقيم تجربتك مع المنتخب الوطني؟ لقد تشرفت باللعب في مختلف المنتخبات الوطنية، والبداية عندما استدعيت إلى منتخب الشرق حيث تمكنت من البروز فتم استدعائي إلى المنتخب الوطني من طرف المدرب مخلوفي، وشاركت في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وتواصلت مسيرتي مع المنتخب الوطني حتى عام 1986• رغم أن الكل كان يشيد بإمكانياتك إلا أن سرباح وبعده دريد هما من سيطرا على حراسة الخضر؟ سرباح ودريد عملاقان لا أحد يمكنه أن ينكر ذلك، لكن مشكلتي لم تكن معهما بل مع المدرب الوطني خالف محي الدين الذي حطم مشواري مع الخضر بسبب جهويته• هل من توضيح•••؟ خلال المشوار التصفوي لمونديال 1982 كنت مع الخضر ومكانتي كسبتها عن جدارة واستحقاق، فاستدعاني الثلاثي الذي منح أول تأهل جزائري لكأس العالم والمتمثل في سعدان، معوش وروغوف، لكن بعد رحيل هذا الثلاثي وقدوم خالف لم يتردد هذا الأخير في شطب اسمي وتعويضي بالحارس القبائلي مراد عمارة، رغم أن الكل كان مقتنعا بأنني أفضل منه وهنا أريد أن أضيف شيئا آخر••• تفضل••• المدرب خالف سامحه الله لم يكتف وقتها ببغلول بل ضحى أيضا بمصطفى كويسي الذي كان متألقا في تلك الفترة وعوضه بزميله لارباس، كما أنه أراد الانتقام من بن شيخ الذي وضعه في قائمة ال22 الذين تنقلوا لإسبانيا على مضض، وبعد أن تعرض لضغوطات من أعلى المستويات، فلولا هذه الجهوية لكان منتخبنا قد ذهب لأبعد من هزم ألمانيا• بعيدا عن مشاكل الماضي كيف ترى واقع الخضر حاليا ؟ المنتخب الوطني يعاني حاليا من كل النواحي بداية باللااستقرار مرورا بغياب المنتخبات الشابة ووصولا للبطولة العرجاء والسياسة الخاطئة لكل الأندية التي انعكست بالسلب على المنتخب• وكيف تصف الدواء لهذا الداء ؟ علينا أن نعتمد على منهجية واستراتيجية واضحة المعالم إذا أردنا إعادة كرتنا للواجهة، فمثلا في السابق كان الوصول للمنتخب الوطني الأول بعد مراحل ماراطونية بداية بالمنتخب الجهوي، كما أن عدم الاهتمام بالنشء جعل القاعدة هشة وهذا هو أكبر خطأ، وينبغي إعادة كل شيء من الصفر والاهتمام بالقاعدة لضمان غد أفضل وإلا سنبقى نرواح مكاننا ونعجز حتى عن التأهل لكأس إفريقيا••• إذا تحدثنا عن بطولتنا الوطنية••• كيف يقيم بغلول مستوى بطولة القسم الأول ؟ بصراحة مستوى بطولتنا منحط للغاية ويختلف تماما عن مستوى البطولة سنوات الثمانينات، حيث كنا في ذلك الوقت نلعب بالقلب وكانت الروح القتالية في حدود الروح الرياضية وندافع عن الألوان، لكن في هذا الوقت تغيرت الأمور حيث أصبح اللاعب همه الوحيد هو المادة التي يضعها قبل ألوان النادي، وهو الأمر الذي رجع بالسلب على مستوى البطولة• في نظر بغلول من هو الفريق الأحسن حاليا ؟ بصراحة أنا معجب كثيرا بفريق شبيبة القبائل لأنه فريق متكامل، والنقطة الإيجابية التي كانت سبب نجاح هذا الفريق هو الاستقرار والرئيس حناشي يرجع له الفضل في ذلك، لأنه ببساطة لاعب قديم يعرف جيدا خبايا الفريق وأمور هذه اللعبة• ومن هم أحسن اللاعبين في الوقت الحالي؟ بصراحة لا يوجد لاعب يعجب حاليا لأنه ببساطة مستوى اللاعبين غير مستقر فهو مزاجي، فتجد أحدهم يبرز في وقت معين وينطفئ بسرعة، عكس ما كان في السابق حيث كان مستوى النجوم مستقرا و"شبعة بالون"• وعلى سبيل الذكر بلومي، بن شيخ ومزياني عبد القادر••• وغيرهم• وعن الحراس الذين جلبوا انتباهك وتأثرت بهم ؟ حاليا لا أحد وسابقا هناك دريد، عصماني وسبع• ومن المدربين؟ مخلوفي، زوبا وخباطو• بغلول خارج ميدان كرة القدم؟ لعلمكم أحب هذه اللعبة حتى النخاع وبالأخص فريق وفاق القل بالرغم من اعتزالي الميادين بصفة رسمية، إلا أنني مازلت أقدم كل ما أملك خدمة لصالح شباب هذه المدينة، حيث أشرف حاليا على مدرسة تكوين الشباب من 7 إلى 12 سنة، وطموحنا كبير جدا من أجل الوصول بهذه الفئة إلى مستقبل زاهر لأنه مستقبل البلاد لا محالة، كما أقضي باقي الوقت مع أبنائي الثلاثة والزوجة• بم تود أن نختم هذا الحوار•••؟ مستقبل الكرة الجزائرية في يد المنتخب الوطني، فلو يتمكن على الأقل من العودة للنخبة الإفريقية والتأهل لأنغولا 2010 فسيكون هذا بداية عودة الأمل، أما في حالة الفشل لا قدر الله فوقف النشاطات الكروية هو أقل ما يجب فعله•