من مفارقات ما عدّى من أيام قليلة أن يوم ال 14 فيفري، أو "السان فالونتان" على رأي أصدقائنا العشّاق - وما يحمله هذا الرمز الرُزنامي، من قدسيّة عند البعض - جاء مباشرة بعد يوم الجمعة ال 13، وما أدراك ما "الجمعة 13" في عرف المتشائمين••اليومان مرتبطان بأحداث تاريخية فيها من الخرافة والتلفيق ما يسقط المصداقية عنها، بغض النظر عن ما تحمله من إحالات دينية لا تمت للإسلام بصلة•• ككل معتقد، ثمة تأصيل أسطوري لما نحن بصدده، حيث يقال إن حواء أغوت آدم يوم الجمعة 13، وقابيل قتل أخاه هابيل يوم الجمعة 13، وسفينة نوح انطلقت في المياه يوم الجمعة 13 . كما يتم إرجاع هذا التطيّر عادة إلى السياق المسيحي، حيث يقال إن المسيح جمع 12 شخصا من خاصته حول مأدبة عشاء، والثالث عشر كان يَهُوذَا إِسْخَرْيُوطِيِّ "الخائن"، وبعد هذا الاجتماع عرف المسيح سلسة مصائر مأساوية انتهت ب "قتله مصلوبا"• لكن الأصل الحقيقي لهذا المعتقد الخرافي، يبدو آتيا من حكاية خرافية شمالية؛ فقد كان اسم الجمعة يطلق على فريغا، إلهة الحب والخصب، ولما اعتنقت القبائل الشمالية الجرمانية الديانة المسيحية تم إلغاء معتقد فريغا، فرحلت الإلهة المطرودة إلى قمة أحد الجبال ليتم اعتبارها مذ ذاك ساحرة• منذ ذلك الوقت، في كل يوم جمعة تدعو الإلهة الممتلئة ضغينة وحقدا، 11 ساحرة والشيطان ( ومن ثم يكون العدد الإجمالي هو 13) للتخطيط للشرور التي يتعين إلحاقها في الأسبوع المقبل بالمرتدين عنها••• من جهة أخرى كانت الشعوب القديمة تخصص يوم الجمعة لإلهة الحب (أفروديت، فينوس، فريغا)، وكان هذا اليوم، ولازال، يشكل اليوم الأكثر مرحا بين سائر أيام الأسبوع، ويوم حظ للعديد من الشعوب والمجموعات الدينية• فما بالك إذا جاء هذا اليوم مباشرة قبل "السان فالنتان" أو عيد الحب الذي، يحمل هو الآخر دلالاته التاريخية والدينية•• ولا داعي للتفصيل في علاقته بسان فالنتون القس الذي دافع عن حق الشباب في الزواج والحب، وما حدث له على يد الإمبراطور الروماني كلاديوس الثاني الذي حكم عليه بالإعدام يوم 14 فيفري، وكانت هذه بداية الاحتفال بعيد الحب• في خضم اليومين المذكورين، وأياما قليلة بعد حديثه ل "الفجر" عن مسلسله المحتجز في أدراج مكاتب التلفزيون و"استعطاف" القائمين على صندوق الفرجة المحلي، من أجل منح "دارنا القديمة" فرصة الخروج من "شارع الشهداء" إلى عامة المتفرّجين، تلقّى المخرج لمين مرباح، مع نهاية الأسبوع، خبر إقالته من منصبه على رأس •••• وتعويضه بأحمد بجاوي، لأسباب قالت عنها مصادر إعلامية بأنها تتعلّق بوقوف مرباح عثرة في طريق مشروع "لخضر حامينة" الجديد، والمتمثّل في عمل سينمائي "غير واضح المعالم"، إذا تجاهلنا أخبارا تفصح عن لبس الفيلم لنزعة "تسامحيّة" مع الاستعمار الفرنسي•• ! نزعة أقلقت مرباح فأنطقته، وعلى إثر ذلك طلّقته الوزيرة وعوّضته ببجاوي الذي سيكون ذكيا لو بادر بإرسال باقة ورد إلى الوزيرة وحامينة، في "عيد الحبّ" في الوقت الذي ندب فيه مرباح حظّه عشّّيّة"عيد الشؤم"•• !