كشف الأمين العام لحركة النهضة، فاتح ربيعي، أن التاريخ المحدد مبدئيا لعقد ندوة "النهضة التاريخية" المخصصة لإعلان عودة سعد عبدالله جاب الله رسميا إلى الحركة، هو 12 مارس المقبل، وذلك في حال الانتهاء من التحضيرات الخاصة بالندوة الوطنية ل"لم الشمل"، لكن المؤكد حسب نفس المصدر، أن الندوة ستعقد في أقرب الآجال• وأوضح فاتح ربيعي أمس في اتصال مع "الفجر"، أن هذا اللقاء سيخصص فقط لترسيم عودة حركة النهضة إلى ما كانت عليه سنة 1999 قبل رحيل جاب الله، فيما ستترك المسائل التفصيلية إلى اجتماعات أخرى ستتبع الندوة• ومن ضمن ما ترك جانبا لمناقشته بعد 12 مارس، مسألة الصفة التي يعود بها عبدالله جاب الله إلى حركة النهضة والمنصب الذي سيمنح له إن تعلق بالرئيس أو الأمين العام، وهي المسائل التي يرجى من تأجيل مناقشتها تفادي إثارة الحساسيات والتركيز على ترسيم عودة حركة النهضة إلى سابق عهدها• وفي السياق ذاته، قال فاتح ربيعي إن عودة الموالين والأوفياء لجاب الله بعد اندلاع أزمة حركة الإصلاح الوطني، لن تطرح مشاكل ولن تفرض عليها شروط، إن فضل هؤلاء اتباع "شيخهم" والاندماج في حركة النهضة• ولخص ربيعي القول بأن الأولوية حاليا تتمثل في التأكيد على ما أسماه "بالعودة بعضنا إلى بعض"، وتنقية الأجواء وتنفيذ كل ما حصل بشأنه توافق بفضل حوار جاد وصادق• فيما ستخصص اجتماعات أخرى بعد انعقاد ندوة "النهضة التاريخية"، لوضع خطة عمل تهدف إلى بناء قوة الحزب الإسلامي على الساحة السياسية، بعد التراجع الكبير المسجل في السنوات الأخيرة بسبب الأزمات التي عصفت بكل من حركتي الإصلاح والنهضة، وبدأت تطال حركة مجتمع السلم• وتتكفل لجنة تقنية مشتركة بكل التحضيرات الخاصة بهذه الندوة التي من المتوقع أن يشارك فيها 500 شخص بين إطار من حركة النهضة والإصلاح الوطني وشخصيات إسلامية ووطنية، بشكل يمكن من عقدها في أقرب الآجال، وذلك للدخول في مراحل أخرى تتضمن تفاصيل أكبر حول برنامج عمل الحزب بعد لم الشمل وكذا اقتسام المناصب القيادية في الحركة "الجديدة" أو "النهضة التاريخية"، مثلما أضحى يطلق عليها• وكانت سلسلة من اللقاءات التشاورية من أجل "صناعة" حزب إسلامي قوي يكون له مكانة على الساحة السياسية بين التيارين الوطني والديمقراطي، قد انطلقت قبل أشهر، وفضلت النهضة وعبدالله جاب الله عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية وإعطاء الأولوية لبناء حزب قوي• وكان جاب الله قد أكد في تصريحات صحفية سابقة أن مشروع "النهضة التاريخية" هدفه العودة إلى حال النهضة منذ بداية العمل السري إلى غاية ميلاد الحزب رسميا في 1989 ، وقبل مغادرة عبدالله جاب الله لها قبل عشر سنوات وتأسيسه حركة الإصلاح الوطني على أنقاض الحزب "الأم"• وهو المشروع الذي إن تحقق مثلما هو مخطط له سيمكن الحركة من احتلال موقع قوة على الساحة السياسية، في وقت تزعزع فيه موقع حركة الإصلاح الوطني بسبب "حرب الزعامة" التي أدت إلى ظهور جناحين في الحركة الواحدة، وكذا الانشقاق الذي حدث في حركة مجتمع السلم بين قادتها بسبب مواقف وتوجهات الحزب، خاصة بعد انضمامه إلى التحالف الرئاسي•