من أراد أن يفسد علينا فرحتنا•• فرحة الانتصار على ''أم الدنيا''•• من أراد أن يضرب التلاحم الذي خلّفه فوز الفريق الوطني بعد إهانته في مصر والوقفة التي وقفتها الدولة الجزائرية بكل مؤسساتها إلى جانب الفريق والمناصرين؟ لأن الخرجة الإعلامية التي خرجتها أمس الأول المجاهدة الكبيرة جميلة بوحيرد لا يمكن إلا أن تصب في هذه الخانة، خانة التنغيص علينا، فمن الأشياء التي جعلتنا نتوحد بكل أطيافنا السياسية هي المساس بتاريخنا وثورتنا وشهدائنا••• لما زارتنا جميلة السنة الماضية في جولة قادتها إلى كل الصحف الوطنية، تساءلنا ما السر في هذا؟ وكنا سعدنا كثيرا أن تشرفنا الجميلة بهذه الزيارة• ومع أننا حاولنا أن نطرح عليها بعض الأسئلة رفضت السيدة الكبيرة أن ترد•• واكتفت برواية الحادثة التي وقعت لها مع سفير الجزائر بفرنسا لما ذهبت إلى العلاج، وكيف أهانها، لكنها ترجتنا ألا ننشر شيئا عن هذا• اليوم تخرج جميلة، التي شككت في البداية أنها هي من كتبت الرسالة إلى أن تأكدت من ذلك من زميلات لي في جريدة الوطن، تخرج بهذه الرسالة إلى الشعب الجزائري وهي تعرف جيدا مدى حب الجزائريين لها واعتزازهم بتاريخها••• فقد بادرني أمس مواطن وأراني صحيفة الوطن قائلا ''أريد أن أتكفل بعلاج هذه السيدة''•• مئات المكالمات والرسائل وصلت الصحف تأييدا لجميلة، فهي جميلة الجزائر، وليس هناك في الجزائر من يقبل بهذا الوضع في حقها••• كما لا أتصور أن هناك مسؤولا جزائريا يرفض أي طلب لجميلة التي لم تطلب شيئا في حياتها• فقد كانت دائما تساوي تاريخها واسمها، ولم تقبل يوما بالنزول إلى حضيض السياسة وأطماعها مثلما فعل البعض، فهي من هي في العفة ونكران الذات• ويحضرني اللحظة ما كتبه عنها أحمد طالب الإبراهيمي في كتابه ''مذكرات جزائري'' في جزئه الأول، وروى أحد مواقفها البطولية في سجن ''لاسانتي''، عندما وضعت بن بلة وآيت أحمد أمام مسؤولياتهما، عندما قام السجناء الجزائريون الآخرون بإضراب عن الطعام، في حين كان القادة يأكلون الكافيار على حد تعبير جميلة••• هل أخطأت جميلة في الطريقة التي أرادت بها توجيه رسالتها إلى المسؤولين والرأي العام، وفي توقيت الرسالة التي ستشفي فينا لا محالة المصريين•• أم أخطأت الصحف التي اختطفتها وجعلت منها خبطة إعلامية سماها البعض بالقنبلة؟ لكنها قنبلة جرثومية أضرت بالجميع بمن فيهم جميلة نفسها• كان على هؤلاء الذين أرسلت إليهم جميلة الرسالة أن يعرضوا عليها التكفل بعلاجها عوض فضحها وفضحنا، فصحة جميلة تعنينا جميعا، أم أن تمويل كرة القدم أفضل من التكفل برمز الثورة والكرامة الجزائرية، إن لم أقل كل العرب••؟