قام سفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر، نهاية الأسبوع المنصرم، بزيارة إلى مقر حركة مجتمع السلم، حيث التقى مع رئيس الحركة، أبو جرة سلطاني، في جلسة عمل تطرق خلالها الطرفان إلى مختلف القضايا الوطنية والدولية، أبدى من خلالها السفير الأمريكي، دايفيد بيرس، اهتمامه بمستجدات الساحة الوطنية ورغبته في الاطلاع عليها ومتابعتها عن قرب• أكد، أمس، الأمين الوطني المكلف بالعلاقات الخارجية والجالية في حركة مجتمع السلم، زين الدين طبال، في تصريح ل "الفجر" أن "اللقاء الذي جمع رئيس الحركة والسفير الأمريكي كان لقاء تعارف عادي وتشاوري بطلب من هذا الأخير، الذي كان مرفوقا بمسؤول الشؤون السياسية بالسفارة، كما حضر اللقاء أيضا مستشار رئيس الحركة، الدكتور نور الدين آيت مسعودان"• ويأتي هذا اللقاء في الوقت الذي لم تعد تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية المقبلة سوى شهرا واحدا، واعتادت السفارات الأجنبية الاهتمام بمثل هذه المواعيد الانتخابية عند اقترابها، رغم أنه حسب طبال "لم يتطرق السفير الأمريكي إلى موضوع الاستحقاق الرئاسي المقبل"• وبالنسبة للمتحدث، فإن "رئيس الحركة ركز في لقائه بالسفير الأمريكي حول الظروف الصعبة التي مرّت بها الديمقراطية في الجزائر خلال سنوات المأساة الوطنية، والوضع المريح الذي يميز حاليا الجزائر، وشرح منهجية الحركة في مسار التحولات، وقال إن أهم وسيلة للتغيير السلمي هي المشاركة السياسية، ودور الحركة يكمن في تفعيل هذه المشاركة بالحوار وإشراك الشباب ومختلف الشرائح في العملية السياسية"• وأضاف الأمين الوطني للعلاقات الخارجية والجالية أن "الدبلوماسي الأمريكي حاول التركيز من خلال أسئلته على الوضع الاقتصادي والاجتماعي وحتى السياسي للبلاد، دون تجاهل الأوضاع الأمنية التي مرت بها البلاد خلال العشرية الماضية، ومسألة المصالحة الوطنية"• وأشار طبال إلى أن "مستجدات الشرق الأوسط والعدوان الأخير الذي شنه الكيان الصهيوني على قطاع غزة أخذت حصة الأسد في النقاش، حيث استمع الدبلوماسي الأمريكي إلى وجهة نظر الحركة حول هذه القضية ومختلف القضايا التي لها علاقة بملف الشرق الأوسط ومختلف العلاقات الدولية"• وفي هذا الشأن، قال المتحدث إن "رئيس الحركة ركز على ضرورة إضفاء قيم العدالة والسلم والتنمية على العلاقات الدولية وضرورة الابتعاد عن سياسة الكيل بمكيالين في حل القضية الفلسطينية في إطار إرجاع الحقوق لأصحابها من أجل ضمان استقرار وأمن وسلم عالمي، لأن القضية الفلسطينية"• وحسب أبو جرة سلطاني "هي مفتاح الحل لكل القضايا والأزمات في المنطقة العربية والإسلامية، إلى جانب إشراك كل الأطراف الفاعلة والشرعية في الحوار المستقبلي حماية للمستقبل، خاصة بعد الذي حصل في غزة وما استتبع ذلك من ردود أفعال رسمية وشعبية"• ويؤكد المتابعون لمستجدات الساحة الوطنية أن السفير الحالي، دايفيد بيرس، بدأ لقاءاته بأحزاب التحالف، عكس السفير السابق روبير فورد، الذي كان يفضل عقد لقاءات مع ممثلي الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية والنقابات العمالية المحسوبة على المعارضة، حيث كان يدعو هؤلاء إلى السفارة ويطلب استفسارات حول عدة مواضيع، بينها طلب آرائهم حول موضوع العهدة الثالثة للرئيس بوتفليقة، وهذا ما أثار حفيظة عدد من المسؤولين الجزائريين واعتبرته الحكومة الجزائرية تدخلا سافرا في "الشأن الوطني الداخلي" و"خروج عن القواعد والأعراف الدبلوماسية"•