بمناسبة مرور ستة أعوام على الغزو الأمريكي للعراق، نظّم مركز الحوار العربي في واشنطن ندوة لمناقشة التحديات السياسية والأمنية، التي تُواجه العراق، فيما يبدو الرئيس الأمريكي الجديد عاقدا العزم على الانسِحاب من العراق. وأقرّ السفير العراقي في ندوته بمركز الحوار، أن مِن أهم الأخطاء التي وقَعت فيها الولايات المتّحدة في العراق، كان إسناد قيادة سلطة الحكم المؤقّت لبول بريمر، الذي كان جاهِلا تماما بالشأن العراقي، ولم يكّن مؤهّلا على الإطلاق لتولّي ذلك المنصب، ممّا فتح الباب على مِصراعيْه لسلسلة من الأخطاء القاتلة خلال سنوات الاحتلال الست، بدءا بحلِّ مؤسّسات الدولة ومُرورا بإهدار الموارد العراقية وتبديدها ووصولا إلى عملِيات القتل والدمار والاعتداءات، التي تعرض لها المواطنون العراقيون في الحُديْثة وغيرها، بالإضافة إلى الانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان، التي وقعت في سجن أبو غريب. وأشار السفير العراقي، إلى أن الانقسامات التي تشهدها الساحة العراقية، تجِد تفسيرا لها في أخطاء أخرى وقَعت فيها الولايات المتّحدة في التّعامل مع العِراقيين على أساسٍ طائفي ودِيني. وركّز السفير العراقي في ندوة مركز الحِوار، على الدّور الجوهري الذي لعِبه الشعب العراقي في مُقاومة خطط تفتيت الجسَد العراقي، برفض كل دعاوى التقسيم، رغم الخِلافات الحادّة والتّنافس المحتدم بين مختلف أطياف القِوى السياسية العراقية على السلطة والنفوذ، بل على الموارد والثروات، ورغم التّدافع الخارجي والإقليمي من أجل بسط قدر من النفوذ على عراق المستقبل