أكدت مصادر مطلعة من حركة مجتمع السلم أنه يجري على مستوى المكتب التنفيذي للحركة التحضير لاتخاذ الإجراءات اللازمة في حق منتخبي الحركة الذين أعلنوا مؤخرا عن استقالتهم من صفوفها والتحقوا بحركة الدعوة والتغيير، وفي مقدمتها إبعادهم من المناصب التنفيذية في المجالس المحلية، والتي يشغلونها حاليا باسم حركة مجتمع السلم• ذكر مصدر مقرب من رئيس الحركة، أبو جرة سلطاني، أن هذا الأخير طلب من الأمين الوطني المكلف بالمنتخبين إعداد قائمة إسمية تضم جميع المنتخبين الذين قدموا استقالتهم من الحركة قصد مراسلتهم رسميا للتأكد من صحة توقيعهم ضمن قوائم الاستقالة الجماعية التي كانت تنشر من حين لآخر عبر أعمدة الصحافة الوطنية• وتقول مصادرنا إن بعض المنتخبين تقربوا من قيادة الحركة، وأكدوا أنهم غير معنيين بالتوقيعات، وأنه تم التوقيع مكانهم رغم عدم حضورهم هذه اللقاءات، التي وصفوها بالسرية، مؤكدين أنهم غير معنيين بها ولا بأنصارها''• وانطلاقا من هذا، يقول قياديون ''يجب معرفة من معنا ومن ضدنا، وخير وسيلة لفعل ذلك هو إرسال دعوات للقاء رسمي يتم على إثره الاطلاع على الحقيقة مباشرة، مع تبرير غياب كل من تعذر عليه الحضور''• وأضاف نفس المصدر أن قيادة حركة مجتمع السلم سوف لن تتسامح مع هؤلاء وقررت اتخاذ إجراءات تنظيمية ضد المنشقين، وفي مقدمتها نزع الغطاء السياسي لهؤلاء المنتخبين على مستوى المجالس الولائية والبلدية التي ينتمون إليها• وهو الإجراء الأول الذي يكون الأمين الوطني المكلف بالمنتخبين في حمس قد فكر فيه واقترحه على القيادة، ليكون متبوعا بنقاش أفضى إلى ضرورة مراسلة أحزاب التحالف للاستغناء عن هؤلاء المنتخبين وعدم تمثيل الحركة في المناصب التنفيذية، مع ضرورة تغييرهم بعناصر أخرى تنتمي إلى الحركة• وقد عرفت الحركة في المدة الأخيرة استقالات جماعية للعديد من المنتخبين عبر بعض ولايات الوطن، مثل بومرداس، ومؤخرا الجزائر العاصمة، التي شهدت استقالة 32 منتخبا محليا أعلنوا التحاقهم بحركة الدعوة والتغيير، التي أعلن عن تأسيسها رفاق القيادي في حمس والوزير الأسبق، عبد المجيد مناصرة• وماتزال الحركة تعاني أزمة في صفوفها، حيث أن آخر مبادرة في هذا السياق جاءت من طرف قياديين ووزراء وقعوا وثيقة طالبوا من خلالها بلم الشمل والعودة إلى جادة الصواب والتخلي عن فكرة إنشاء حركة موازية قد تأتي على تماسك الحركة ككل بعد تسجيل الاستقالات المتتالية والتحاق العديد من المناضلين والمنتخبين بالجناح الثاني، لاسيما وأن رئيس الحركة، أبو جرة سلطاني، مايزال يواصل التأكيد على بقاء أبواب المصالحة مفتوحة•