كشف، أول أمس، نائب رئيس نادي أمراض القلب لولايات الغرب، الدكتور بن عبد الله خلال المؤتمر الأورو متوسطي الخامس الذي انتظم بفندق الشيراتون بوهران، وحضره 50 أخصائيا فرنسيا، عن الوضعية المزرية التي بات يعمل فيها الأطباء المختصين في أمراض القلب داخل المراكز والمستشفيات العمومية• بعدما أصبح المريض يدفع فاتورة ذلك في غياب إمكانيات العمل بالأجهزة الطبية العصرية التي تتواجد بمستشفيات أوروبا والتي أصبحنا لا نراها إلافي القنوات التلفزيونية الفضائية، في الوقت الذي لا يزال المريض يعاني ويموت في صمت فيما بلغت نسبة الوفيات بين المصابين بأمراض القلب أزيد من 8% سنويا، حيث أصبح مرض القلب المسبب الثاني للوفيات بعد السرطان• وعلى الرغم من ذلك يبقى الاهتمام في هذا المجال من قبل وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات غائبا ومعدوما، ما دفع بأزيد من 200 طبيب أخصائي في مجال أمراض القلب إلى مغادرة أرض الوطن والمستشفيات بعد التدني الفاضح في ظروف العمل، إلى دول أوروبا، ليبقى 5 آلاف مريض يواجهون مصيرهم وينتظرون الخضوع لعمليات جراحية• وأرجع المتحدث سبب هجرة الأطباء للخارج إلى ظروف العمل غير المناسبة وكذا الراتب الزهيد الذي يتقاضونه بالنظر إلى العمل الذي يقومون به والأرواح التي ينقذونها• وفي ذات السياق أوضح رئيس النادي، الدكتور ناصري، أن الدولة اليوم مطالبة بتحسين وضعية المستشفيات لعلاج المرض وأيضا فتح فرص التكوين أمام الأطباء، فما يجري حاليا من تكوينات يشرف عليها النادي يبقى قليلا جدا مقارنة بالتقنيات الحديثة التي تستخدم في علاج المرض بدول أوروبا، خاصة أن الكثير من المراكز الطبية لا زالت تعمل بمعدات قديمة• وأضاف نائب نادي أمراض القلب بالجهة الغربية من الوطن أن هناك عوامل عديدة تساعد في ظهور المرض منها الضغط الدموي، حيث تقدر نسبة المصابين به بأزيد من 34%، وكذلك الكولسترول والسكر والتدخين والسمنة، كلها عوامل أصبحت تعجل للإصابة بداء القلب الذي يعد مزمنا ويشكل خطرا كبيرا على صحة الإنسان، خاصة إذا عرف المريض انسدادا في شرايين القلب الذي يعاني منه أكثر من 10% والذين يفارق أغلبيتهم الحياة في سن مبكرة قبل بلوغهم 50 سنة• وفي الوقت الذي سطرت فيه دول أوروبا برامج خاصة للوقاية من المرض لازلنا نحن لم نتدارك ذلك بعد•