ستنظر، اليوم، محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة في قضية متابع فيها أربعة متهمين، ضمنهم نبيل صحراوي، المكنى '' أبو إبراهيم مصطفى''، ويكشف ملفها حقائق جديدة حول الانقسامات التي شهدتها صفوف الجماعات المسلحة خلال نهاية التسعينيات وبداية الألفية الحالية، وكيفية اختطاف السياح الأوروبيين في 2003 من صحراء الجزائر وتلقي ''عبد الرزاق البارا''، القيادي السابق في تنظيم الجماعات المسلحة، الفدية مقابل إطلاق سراحهم، استعملها في شراء أسلحة متطورة للقيام بعمليات إرهابية بالجزائر وتخطيطه لتوسيع عمل حركة المعارضة التشادية إلى السودان• اعترف ''ج• كمال'' المكنى ''بلال'' و''أبو عبد الجليل'' في محاضر الضبطية القضائية بأنه شارك في عدة عمليات إرهابية منذ انضمامه إلى الجماعات المسلحة المسماة ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' بداية من 1993 وتنقلاته عبر مختلف السرايا والكتائب• وصرح بأنه وقع انشقاق في صفوف الجماعات الإرهابية في ,1997 والتي انقسمت، حسب محاضر التحقيق في القضية، إلى عدة مجموعات، حيث تحولت كتيبة الفرقان من قيادة المنطقة الخامسة وأطلق عليها إسم كتيبة الفتح والتي ظلت تنشط بالجبل الأبيض، ليتم بعدها الاتفاق بين قيادات الجماعات الإرهابية على توحيد الصفوف وتجاوز الخلافات القائمة بينهم• وكشف ''ج• كمال'' المدعو ''بلال'' بأنه حضر الاجتماع الذي جرى بين '' خالد أبو العباس'' ورسول تنظيم القاعدة إلى الجزائر المدعو ''أبو محمد اليمني'' الذي حل بأرض الوطن للتأكد من شرعية نشاطات حسان حطاب المسمى ''أبو إسحاق أيوب'' المكلف بالاتصالات بين الجماعات الإرهابية زيادة على 7 إرهابيين آخرين، وتنقلت المجموعة إلى المكان الذي كان يتواجد به ''عبد الرزاق البارا'' بالجبل الأبيض، كلف بعد مرور يومين هذا الأخير إرهابيين إثنين بشراء سيارات وتوفير المؤونة للسفر لمنطقة الطاسيلي وسلمهما مبلغا من المال لتنفيذ المهمة، بهدف التنقل بعدها إلى التراب المالي لاقتناء الأسلحة والذخيرة ووسائل الاتصال• وأضاف ذات المتهم بأنه في صائفة 2002 عادت المجموعة برفقة '' عبد الرزاق البارا'' و''خالد أبو العباس'' محملين في خمس سيارات من صنف '' طويوطا'' معبأة بمختلف أنواع الأسلحة، ضمنها أجهزة راديو محمولة تستعمل في الاتصالات اللاسلكية و''آر•بي•جي ''7 وقام ''البارا'' بتقسيم هذه الأسلحة والذخيرة على كتيبة الفتح والسرايا التابعة لها، طفت بعدها إلى السطح عدة خلافات، أنشأ على خلفيتها ''البارا'' كتيبة ''طارق بن زياد''، كتيبة الصحراء التي كانت تتكون من 17 فردا بإمارة المدعو ''عبد الحميد'' من ورفلة• وأفاد ذات المتهم بأنه في سبتمبر 2002 توجه أفراد هذه الكتيبة بواسطة سيارتين من نوع '' طويوطا'' إلى منطقة الطاسيلي، وفي 2003 التحق بهم ''البارا'' وبعد تمركزهم 10 أيام بمنطقة إليزي نصبوا كمينا لأصحاب الشركات التي تعمل بالصحراء، أسفر عن احتجاز عدة رعايا أجانب من جنسيات أوروبية والاستيلاء على أجهزة توجيه عبر الأقمار الصناعية سذسا ومبالغ مالية بالأورو، وبعد مرور شهر عن هذه العملية أسفرت المفاوضات التي أجراها '' عبد الرزاق البارا'' مع والي ولاية '' قاوا'' بواسطة الراديو، عن إجراء لقاء بينهما حضره زعماء القبائل '' عياد'' و''إبراهيم باهنغا'' الذين استلموا 14 رهينة مقابل 5 ملايين أورو استعملها ''البارا'' في شراء الأسلحة، وجرت مواجهات بين الجماعات المسلحة والجيش التشادي، فروا على إثرها إلى جبال التبستي، ثم التقت مع رئيس الحركة من أجل الديمقراطية والعدالة الذي عرض عليه ''البارا'' السماح له ببناء قاعدة خلفية بجبال ''التبستي'' لصالح مجموعته الإرهابية مقابل توفيره له للأسلحة وفتح له الطريق إلى السودان لربط الاتصال مع تنظيم القاعدة، إلا أن رئيس الحركة سلم المجموعة المسلحة للسلطات الليبية من غير '' البارا''•