ستنظر اليوم محكمة الجنايات لمجلس قضاء العاصمة في ملف رفقاء عماري صايفي المدعو “عبد الرزاق البارا” الأمير الوطني السابق للجماعة السلفية للدعوة والقتال، المتورطين في اختطاف ال32 سائحا أوروبيا من صحراء الجزائر في صائفة 2003، الذين لم يتم إطلاق سراحهم إلا بعد تلقي الجماعة الخاطفة مبلغ 05 ملايين أورو من دولهم استغلتها في اقتناء أسلحة لتدعيم صفوفها. سيفتح مجلس قضاء العاصمة اليوم قضية الرفقاء الأربعة ل”عبد الرزاق البارا” المظلي الفار من القوات الخاصة في 1991، وهذا بعد ماتم تأجيلها أربع مرات لتمسك دفاعهم بضروة حضور “البار” للإدلاء بأقواله أمام هيئة المحكمة حول هذا الملف، الذي كان اسمه مدونا فيه، على أساس أنه المتهم الرئيسي، ولم يرد في لائحة جدول المتهمين في نفس القضية منذ عدة دورات جنائية سابقة بمجلس قضاء العاصمة لأسباب يجهلها حتى دفاع المتهمين في قضية الحال، وهذا أمام نفي النائب العام لذات المجلس بلقاسم زغماتي أمام إلحاح الصحفيين خلال الندوة الصحفية التي عقدها خلال افتتاح الدورة الجنائية السابقة، “تواجد البارا في أي سجن من سجون الجزائر العاصمة” وهو ما يطرح علامات استفهام، خاصة وأن المعارضة المسلحة التشادية احتجزت هذا القيادي السابق في الجماعة السلفية للدعوة والقتال برفقة أفراد من مجموعته التي اختطفت السياح الأوروبيين، ثم سلمته للسلطات الليبية التي حولته بدورها إلى نظيرتها الجزائرية في 27 نوفمبر 2004، ليتم فيما بعد وضعه في الحبس الاحتياطي في بداية 2005 بقرار من النائب العام لمحكمة الجزائر. وأثارت عملية اختطاف ال32 سائحا أوروبيا، معظمهم ألمانيون التي جرت في صائفة 2003 بجنوب الجزائر استهجان الرأي العام المحلي والدولي خلال خمسة أشهر كاملة، إذ لم يتم إطلاق سراح 17 منهم إلا عقب تدخل قوات الجيش الشعبي الوطني بتمنراست، فيما استعاد باقي السياح حريتهم بعد دفع 05 ملايين أورو، كهدية من طرف دولهم استغلتها مجموعة “البارا” - حسب معلومات وردت آنذاك - في اقتناء معدات وأسلحة جديدة لتدعيم صفوفها. هذا وستتوافر نفس أجواء المحاكمة السابقة من هيئة محكمة، ودفاع المتهمين الأربعة المتابعين بعدة أفعال خطيرة ترتبط بجناية الانخراط في جماعة إرهابية تنشط في الخارج، والمتاجرة في الأسلحة واختطاف رعايا أجانب، ومن المنتظر أن يتم الكشف عن تفاصيل جديدة حول الكيفية التي تم بها اختطاف ثم إطلاق سراح ال32 سائحا أوروبيا، وعن مدى صحة المعلومات التي تفيد بتلقي مجموعة “البارا” لفدية مقابل إطلاق هؤلاء السياح تقدر ب05 ملايين أورو وفيم تم استغلالها؟