أجمع المتدخلون في افتتاح ملتقى "الأمازيغ والإسلام 14 قرنا من التاريخ"، بالمكتبة الوطنية الجزائرية، على أن الأمازيغ اعتنقوا الدين الإسلامي عن اقتناع وساهموا بشكل فعلي وواضح في نشر الإسلام في قارة افريقيا وخارجها· وفي هذا السياق، أكد وزير الشؤون الدينية السيد بوعبد الله غلام الله، أن الأمازيغ أدركوا سريعا المبادئ القيمة للإسلام وسارعوا الى اعتناقه وأبعد من ذلك - يضيف الوزير- ساهموا في نشر الإسلام كشخصية عبد الكريم المغيلي الذي انطلق من أدرار لنشر الإسلام في نيجيريا وكذا الطريقة الرحمانية التي ساهمت بدورها في التعريف بالإسلام في دارفور بالسودان وشرق أوروبا· بالمقابل أوضح الوزير أثناء كلمته في هذا الملتقى الذي تختتم فعالياته غدا، عدم وجود آثار القبور والشواهد الدالة على اعتناق الأمازيغ قبل الفتوحات الإسلامية، للديانة المسيحية أو اليهودية، مطالبا في الشأن نفسه بدراسة الحالة الدينية لشعوب شمال افريقيا قبل الإسلام· من جهته، إعتبر رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الدكتور محمد العربي ولد خليفة، أن موضوع الملتقى يطرح مسألة تاريخية راهنة تهم الرأي العام، مضيفا أن هناك من الأمازيغ من ساهم في تطوير اللغة العربية ونشر الدين الإسلامي خارج بلاد المغرب· وذكر المتحدث أن بعض الدول الإسلامية كسوريا مثلا تعيش فيها أقليات غير مسلمة بيد أن دول المغرب العربي تضم عموما أكثرية مسلمة ساحقة· في حين اعتبر المدير العام للمكتبة الوطنية الدكتور أمين الزاوي، الحديث الذي يدور حول تنصير منطقة القبائل، كلاما إيديولوجيا لأن الأمازيغ عرفوا كيف يحافظون على الدين الإسلامي· وشهد اليوم الأول من هذا الملتقى، تقديم العديد من المداخلات، من بينها، مداخلة الأستاذ أوكيل مصطفى من جامعة تيارت والتي حملت عنوان "حركة تقدم الإسلام في بيئة البربر المغربية" وجاء في ملخصها، واقع الفتوحات الإسلامية لشمال افريقيا في قرن الهجرة الأول وما أفرزه من نتائج كان لها بالغ التأثير على مستقبل هذه الأمة، كما قسم الأستاذ موضوعه إلى ثلاث مراحل رئيسية وهي: أوضاع المغرب قبيل الإسلام، أحواله في ظل الفتوحات ومرحلة الاستقرار والدعوة للدين الجديد· أما الأستاذة بدختاوي خديجة من جامعة سيدي بلعباس فقد تناولت في مداخلتها: "الدور المحوري للشخصية الأمازيغية في الفتح الإسلامي في بلاد المغرب"، وكيف حمل الأمازيغ الراية الإسلامية بعد مقاومتهم في بادئ الأمر للفتح الاسلامي، وذلك من خلال سياسة العدل والمساواة التي طبقت اتجاههم، مضيفة أن البربر كانوا أدرى بشعاب المنطقة لذلك كان لهم دور كبير في نشر الإسلام رغم أن هذا الأمر تطلب منهم وقتا معتبرا للإحتكاك بالفاتحين نظرا للأخطاء التي ارتكبت في حقهم من طرف بعض القادة العرب·