في هذا السياق، وقصد تسليط الضوء على الظاهرة من جميع حيثياتها، كانت وجهة ''الفجر'' لعدة مدارس تعليم السياقة للتأكد من نسبة المترشحات لاجتياز امتحانات تعليم السباقة، حيث تبيّن من خلال زيارتنا للمدرسة المسماة ''سلسبيل'' بأن أزيد من 65 بالمائة من المترشحين إناث من جميع الأعمار ومن مختلف الطبقات الاجتماعية• وفي حديثنا مع صاحب المدرسة، صرح بأنه في السنتين الأخيرتين لوحظ تزايد كبير للفتيات والنساء لاجتياز امتحانات السياقة للحصول على الرخصة• أما بمدرسة السياقة عند كريم الواقعة بحي ''بارك أفوراج''، أكد صاحبها من جهته بأن نسبة المترشحات لديه للحصول على رخصة قيادة قد تجاوز 70 بالمائة من النسبة الإجمالية، مشيرا إلى أنه أصبح يتعامل في الغالب مع النساء من مختلف الطبقات والأعمار• وأضاف المتحدث، من جهة أخرى، إصرار هذه الفئة على التعليم في كل مراحل الامتحانات بدءا بقانون المرور والمناورات والسياقة• وتقول (ب•ع) عاملة بمؤسسة عمومية تملك رخصة سياقة منذ ,2007 إن الهدف من وراء حصولها على رخصة السياقة فهي تستعملها كوثيقة حاليا، لأنها حسب رأيها أصبحت من الضروريات بالنسبة للمرأة، مؤكدة أنها رغم امتلاكها سيارة إلا أنها ستحتاج إلى هذه الرخصة مستقبلا• أما المدعوة (ك•ل) عاملة بإحدى البنوك في 38 من العمر أم ل3 أطفال، فهي تملك سيارة ورخصة منذ 4 سنوات، وحسب هذه الأخيرة فإن ظروفها وحاجتها الماسة للسيارة في تنقلاتها بحكم بعد منزلها من مقر عملها، وكذا مدارس أطفالها، ناهيك عن انشغال زوجها بعيدا عن الولاية، حتم عليها القيادة• أما المدعوة (م) فتقول إنها كانت بحاجة لرخصة سياقة لأن والدها توفي منذ حوالي عامين، وهي أكبر إخوتها، حيث ترك والدها سيارته، أصبحت تستغلها لقضاء حاجيات العائلة• فإذا كانت هي نظرة معظم الفتيات من وراء حصولهن على رخصة السياقة وقيادتهن للسيارات فما هي نظرة المجتمع الأوراسي لهذه الظاهرة•• (أمين •ب) طالب جامعي يدرس بالسنة ثانية بكلية الهندسة لديه رأي آخر بالنسبة للقيادة النسائية، حيث صرح أنه لا يقبل أن يترك أخته أو زوجته مستقبلا تقوم بقيادة السيارة مهما كلفه الأمر، لأن المرأة خلقت لتقوم بأشغال أخرى أكثر أنوثة حسبه• وحسب طارق، مدرس في ابتدائية، فإن المرأة يجب أن تحافظ على صفات الأنوثة لديها لا أن تنجر وراء تقاليد الغرب• أما بالنسبة لنظرة للمختصين في علم الإجتماع فإن الظاهرة نتاج التغيير الشارخ في المجتمع وخروج المرأة للعمل بكل المجالات واستقلاليتها في التسيير وتدبير شؤون الأسرة، بالإضافة إلى محاولة تقليد الغرب في كل الأمور•