علمت ''الفجر'' من مصادر موثوقة بأن العشرات من عناصر ما يسمى ''تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' قد بدأوا في التسلل تباعا باتجاه جبال ولاية الطارف كبني صالح المحاذية لحدود ولايتي فالمة وسوق أهراس، في استراتيجية جديدة لإعادة الانتشار، إثر الضربات الموجعة التي تلقتها من مصالح الأمن المشتركة التي فرضت حصارا مشددا على تحركات التنظيم المسلح في مناطق جيجلوسكيكدةوعنابة• وحسب ذات المصادر، فإن هؤلاء يكونوا تسربوا عبر مسالك آمنة نحو مراكز التواجد ببرحال في ولاية عنابة، وهناك من توجه نحو منطقة عين بربر في سرايدي، في حين توجه آخرون زاحفين نحو جبال بني صالح في الطارف، منهم من أبدى رغبة في البحث عن سبل الفرار من التنظيم وتفادي التصفية الجسدية، على وقع المستجدات التي أفرزتها الانتخابات الرئاسية، والخطاب المتداول المتعلق بالعفو الشامل، مقابل تطليق العمل المسلح والاستفادة من قوانين السلم والمصالحة الوطنية• وأمام هذا التحرك، بدأت عناصر من التائبين والفاعلين في معاودة الاتصال والتوسط مع تلك الجماعات لإيجاد أماكن آمنة وأكثر فعالية لتوفير الظروف الملائمة لإنقاذ تلك العناصر من خطر التصفية، بعد الصراعات التي شهدتها التنظيمات المسلحة، ونجاح خطة مكافحة الإرهاب التي فرضتها مصالح الأمن المشتركة في تصفية بقايا الإرهاب، وإحباط العمليات اليائسة لتنظيم القاعدة الذي يسعى في المدة الأخيرة لإعادة الانتشار، والحيلولة دون النزيف البشري الذي يشهده لاعبو دور الوساطة التي بدأ الشروع فيها، بالتنسيق مع مصالح الأمن المختصة، حيث بلغت لهؤلاء معلومات أكيدة عبر اتصالات فردية مع عناصر مسلحة، تبدي استعدادها للتوبة والتخلي عن العمل المسلح، والتخلص من الحصار الداخلي الذي يفرضه عليهم ''أمراء'' الموت والدم• في الوقت نفسه، صرح هؤلاء الوسطاء بأنهم بحاجة إلى دعم لوجيستيكي من أجل القيام بأداء مهام ناجحة، لا سيما وأن منطقة الطارف التي تعد إحدى القلاع الآمنة بالنسبة للجماعات المسلحة، تساعد على إنشاء مركز عبور ونزول هؤلاء المسلحين، وسد منافذ التسلل للمتشددين الذين يبحثون عن انتشار جديد عبر ولاية الطارف، بدلا من المناطق الساخنة في سكيكدةوجيجل، نتيجة حصار الجيش وعزلتهم من دعم السكان• وقد لوحظت، في المدة الأخيرة، تحركات أمنية غير مسبوقة، عبر الحدود الداخلية بالطارف مع الولايات الأخرى، تحسبا لعمليات جديدة تقوم بها جماعات الوساطة واستدراج الفارين من جحيم قادة تنظيم القاعدة•