تشتهر بودابست عاصمة المجر (هنغاريا) بحمّاماتها المعدنية والساخنة، وحصلت سنة 1934 على لقب مدينة الحمّامات، لأن عدد الحمّامات فيها يفوق مثيله في أية مدينة أُخرى في العالم• ويوجد في بودابست اليوم 118 ينبوعاً وبئراً محفورة تنتج 30 ألف متر مكعب يومياً من المياه المعدنية والساخنة بدرجات تتراوح بين 21 و76 درجة مئوية، تغذي 24 حماماً معدنياً ساخناً وحماماً للعلاج الطبيعي ومسبحاً، بينها 10 تعتبر مراكز للعلاج الطبيعي• وتقسم مياه بودابست الجوفية المعدنية إلى خمس مناطق جيولوجية، هي: المجموعة الشمالية ومياهها دافئة اعتيادية، والمجموعة الشمالية لجزيرة مارغيت ومياهها ساخنة، ومجموعة جبل يوجف ومياهها مختلفة الحرارة والتركيب الكيماوي وتغذي عدداً من الحمامات والمسابح بينها حمامات لوكاتش، ومجموعة المياه العميقة مثل البئر رقم 2 في جزيرة مارغيت، وأخيراً مجموعة جبل غَلّيرت والمجموعة الجنوبية للمياه الساخنة التي تغذي الحمامات التاريخية القريبة• لكن الحمامات الشهيرة في بودا تعرضت للإهمال بعد طرد الأتراك منها سنة ,1686 ولم تسترجع عافيتها إلا في القرن التاسع عشر، وذلك بعد تطور تقنية الحفر العميق، وتقدم العلوم الطبية• وقد حفرت أول بئر ارتوازية للمياه المعدنية في جزيرة مارغيت سنة ,1867 ليستخرج هذا الكنز من عمق 5,118 متر، وبلغت حرارة المياه المعدنية هذه 44 درجة مئوية• وتنفرد المجر بوجود أكبر بحيرة مياه معدنية علاجية في العالم، وهي ''هَيفيز'' على الساحل الشمالي لبحيرة البالاتون (جنوب غربي بودابست)، وتبلغ مساحتها 4,4 هكتار• وتصل حرارتها في الصيف إلى 36 34 درجة، وفي الشتاء إلى 29 26 درجة، ويدخل الكبريت في تركيب مياهها الى جانب بيكاربونات العناصر القلوية، وهي كذلك نشطة إشعاعياً بشكل خفيف• وهناك أيضاً آبار زالاكاروش التي حفرت سنة 1962 أثناء التنقيب عن النفط، فانبثقت المياه المعدنية بدرجة حرارة 96 مئوية وفيها تركيز عالٍ من الأملاح المختلفة•