لم يتوقف مركب "الأزرق الكبير" الواقع بمنطقة شنوة (ولاية تيبازة) ككل سنة عن استقطاب أعداد متزايدة من المصطافين الجزائريين بما فيهم المقيمين بالمهجر، والأجانب الذين بلغت نسبتهم هذه السنة أزيد من 20 بالمائة من مجموع المصطافين، وقد عرف الشاطئ "الأزرق الكبير" هذه السنة أجواء مميزة لا تخلو من الحميمية بين العائلات المصطافة القادمة من مختلف الدول الأوروبية والعربية الشقيقة والعائلات الجزائرية. ويأتي هذا الاهتمام الذي أصبح يحظى به هذا الشاطئ بعد أن شهد في السنوات الأخيرة أشغال تهيئة وتوسعة، والتي أثمرت ظروف اصطياف رائعة بشهادة الأجانب الذين لم يترددوا في وصف هذا الشاطئ ب "الجنة فوق الأرض" بفضل الصورة المشكلة من امتزاج زرقة البحر وخضرة جبل شنوة الذي يطل عليه المركب من الجهة الشرقية. تستغل العائلات المصطافة بشاطئ "الأزرق الكبير" الأيام المتبقية من العطلة الصيفية التي اختصرها حلول شهر رمضان الكريم المنتظر بعد أيام لحظة بلحظة في حضن هذا المكان الخلاب الساحر بزرقته ليصبح اسما على مسمى، وقد أصبح شاطئ الأزرق الكبير خلال السنوات الأخيرة قبلة للعديد من المصطافين المقيمين بالجزائر والمهاجرين على حد سواء، وحتى الأجانب الذين قدرت نسبتهم ب20 بالمائة من مجموع المتوافدين على هذا الشاطئ، وهذا بعد أن عرف هذا الشاطئ قفزة نوعية من حيث الخدمات المتوفرة أو الهدوء المريح للغاية الذي يلمسه كل من قصده بمجرد أن تطأ قدماه الشاطئ. ويضم مركب "الأزرق الكبير أزيد من 120 بنقالوهات ذات غرفة واحدة ومطبخ وحمام مجهزة، وجهاز تلفزيون ومكيف هوائي وثلاجة تتسع لخمسة أشخاص، بالإضافة إلى عدد كبير من الشاليهات ذات الغرفتين، تتسع الواحدة منها لثمانية أشخاص، إضافة إلى الأجنحة والخيم والمراقد المجهزة لاحتضان المخيمات الصيفية. وما سجلناه عند زيارتنا لهذا الشاطئ الجميل وفي الوهلة الأولى هو الإقبال اللامتناهي الذي لا يزال يتمتع به من طرف المصطافين الذين يسعفهم الحظ في الحصول على مكان لهم قبل بداية الموسم، خاصة وأن كل الغرف يتم حجزها في فترة قياسية قبل انطلاق موسم الاصطياف، ما يتسبب في خيبة آمال العديد من العائلات التي يأتي طلبها متأخرا، والمعلوم أن شاطئ الأزرق الكبير استفاد خلال السنوات الأخيرة من أشغال تهيئة وتوسعة تم خلالها استبدال الخيم بشاليهات بنيت بالصلب. وقد استحسن المصطافون المتوافدون على هذا الشاطئ هذا التغيير والذي أكسب الفضاء المزيد من المرافق التي زادت حسب إحدى المصطافات من راحتهم كالمطعم ومسرح الهواء الطلق والمركز التجاري والفضاء المخصص للإبحار في عالم الأنترنت وحظيرة السيارات وكشك للتبغ والجرائد، إضافة إلى محل لخدمات الهاتف. وأضافت أن الحفلات الفنية الساهرة التي تحييها فرق فنية ومطربون معروفون في الساحة الفنية والتي تمتد إلى غاية ساعة متأخرة من الليل توفر الراحة والمتعة للمصطافين، وتنظم من جهة حفلات موجهة للنساء وأخرى للأطفال، في حين يتمتع هواة الرياضة بلعبة الكرة الحديدية ولعبة الأوراق المعروفة ب"لا ولوت".