تمثال الصياد أو تمثال الحرية لعاصمة الكورنيش كما يحب البعض تسمتيه يعد أحد الرموز التاريخية الذي يشهد على كل الأحداث التي شهدتها المدينة منذ إنجازه من قبل النحّات الإيطالي المدعو ''غوغليلمي'' سنة 1888 بمصنع للسباكة ما يزال اسمه منقوشا على أحد أجزاء هذا التمثال في غياب كتابات أخرى بهذا العمل الفني الرائع الموجود بساحة الجمهورية التي تحيط به من الغرب وميناء الصيد القديم من الشمال والنافورة الكبرى لمدينة جيجل من الجنوب ومقر دائرة جيجل من الشرق، كما أن التمثال كان في السابق متواريا عن الأنظار لتواجد كشك للسجائر أمامه، إلا أن السلطات المحلية في السنوات الأخيرة، ومن أجل التنفيس عن هذا التمثال قامت بتهديم كل الأكشاك الموجودة بساحة الجمهورية، الأمر الذي جعله يتراءى للعيان من كل جهة سواء من أول شارع نوفمبر، أو من شارع الأمير عبد القادر• وقد شيد هذا التمثال مباشرة بعد زلزال 1856 الذي ضرب منطقة جيجل وهدم كل شيء فيها• ويرمز هذا المعلم الفني إلى العلاقة الحميمية للجواجلة مع البحر وعشقهم للصيد وحرفته التي توارثتها الأجيال منذ القديم، وهو معلم يعكس التاريخ وشاهد على المدينة الكولونيالية• تمثال الصياد هذا الذي يرتدي قبعة حمراء ترمز للحرية لدى أحد الشعوب القديمة ويبدو في صورته أنه يقوم بترقيع شباكه كاد أن يكون منذ 46 عاما مضت في طي النسيان والخراب، ففي خضم نشوة الاحتفال بالاستقلال الوطني وقعت تصفية حسابات بالسلاح الخفيف بين أنصار المحافظة على هذا المعلم وآخرين معارضين له بحجة أنه يعود لفترة الاحتلال الفرنسي للجزائر ليتعرض أثناءها إلى طلقات نارية ظلت إحدى الرصاصات بأحد أجزائه، إلا أنه لحسن الحظ لم يتعرض للتخريب الكلي ليظل يقاوم كل عوامل الطبيعة لأنه عبارة عن كتلة من البرونز المقامة بإحكام على حجارة مصقولة على علو حوالي 04 أمتار• وقد بادرت السلطات المحلية منذ حوالي 03 سنوات إلى صيانته وتلميعه مما أعطى جمالا ورونقا له، إلا أن العوامل الطبيعية تفسد من حلة هذا الكوجادور بعد ظهور طبقة من الصدأ عليه مما يعني بأنه بحاجة إلى التثمين والمحافظة•