رغم أن تمثال الحرية الذي يتوسط بغداد نجح في الصمود واقفا لأكثر من 47 عاما متحديا الكثير من الكوارث والدمار والخراب الذي مر على عاصمة الرشيد خلال هذه السنوات، فإن هذا التمثال الأسطورة بات يتداعى للسقوط بفعل الإهمال والتشققات والتصدعات الخطيرة التي تنخره من الداخل. ووفقا للمهندس المدني سامي عبد الله المتخصص في صيانة النّصب والتماثيل، فإن عمليات الصيانة الخاطئة للتمثال أدت لحدوث تصدعات في قاعدته، مما أثار المخاوف على مستقبل هذا النصب الذي يعتبر لزوار بغداد بداية الرحلة للتعرف على أسرار المدينة. مشيرا أن القاعدة الأسمنتية للنصب التي يبلغ طولها 50 مترا، تساعد التمثال في تحمل الثقل الهائل الناجم عن محتوياته، غير أن التصدعات التي تضرب قاعدته باتت تجعل مهمة صمود التمثال أمرا صعبا. ولعل تاريخ تشييد التمثال يعود للفنان جواد سليم الذي ولد في أنقرة لأبوين عراقيين، وتوفي عام 1961، تحت ضغط الجهد المتواصل الذي عانى منه في إنجاز المشروع، وتوفي قبل شهور من رفع الستار عن تمثاله وهو يتوسط بغداد. كما أن تمثال الحرية، هو من التماثيل النادرة التي استطاعت الصمود رغم حملة التدمير التي لحقت بتماثيل العراق بعد الغزو الأمريكي عام 2003، ولعل ما شفع لهذا التمثال هو أنه لم يحسب على أي جهة سياسية أو طائفية ولم يثر حقد أو غضب أي كان.