عبر ل''الفجر'' الكثير ممن التقيناهم عن تذمرهم الشديد للوضعية التي أصبحوا يعيشونها جراء الأتربة والغبار وقلة، إن لم نقل• انعدام أماكن الترفيه والترويح عن النفس• الضحية الأولى في هذه الوضعية هم أبناء العائلات الفقيرة الذين وجدوا أنفسهم في ظل الفقر والبطالة، مرغمين على التردد إما على الغابات المجاورة أو على المقاهي وقاعات الأنترنت• أما ميسورو الحال فإنهم يهجرون المنطقة بمجرد انتهاء امتحانات نهاية السنة إلى غاية انطلاق الموسم الدراسي، علما أن ولاية البويرة تتوفر على مسبحين نصف أولمبيين، الأول بمنطقة حيزر والثاني بعاصمة الولاية• إلا أنه في ظل تدني القدرة الشرائية فإن الكثير من شباب المنطقة يلجأون للسباحة عبر المجمعات المائية وسدي وادي لكحل بعين بسام وتلسديت ببشلول، معرضين أنفسهم إلى خطر الغرق وحتى بعض الأمراض الجلدية المتنقلة عن طريق المياه• كما أن البعض وجد ضالته في صيد السمك عبر هذين السدين اللذين يقصدهما عدد كبير من هواة الصيد من داخل الولاية وخارجها• في حين تبقى الحظيرة الوطنية ''جرجرة'' التي تضم المنطقة السياحية لتكجدة شبه مهجورة جراء قلة وسائل النقل وهياكل الاستقبال، لا سيما أنه يوجد مرفق سياحي هام يتمثل في المركز الوطني للرياضة والتسلية والترفيه• ويرى الكثير من المهتمين بالاستثمار أن الوقت قد حان لإعادة الاعتبار لهذه المنطقة السياحية، من خلال فتح فرص إقامة مركبات سياحية ومراكز الترفيه وإعادة الاعتبار للمرافق المتضررة، كونها تضم عدة أنواع من الحيوانات والطيور والنباتات النادرة في العالم، فضلا عن المناظر الطبيعية الخلابة التي تزخر بها وارتفاعها عن سطح البحر بحوالي 1600 متر، مما يؤهلها لأن تكون ذات يوم قطبا سياحيا متميزا وحتى مركزا طبيا يقصده السياح من مختلف أصقاع العالم، طلبا للراحة أو ممارسة بعض الأنواع الرياضية كالتزحلق على الثلج وتسلق الجبال• دون أن ننسى حمام كسانة الواقع ببلدية الهاشمية الذي يعتبر من أقدم الحمامات على المستوى الوطني، كون مياهه الطبيعية تفيد في علاج عدة أمراض استعصى على الطب الحديث علاجها• وتعرف الولاية إنجاز أول مركب حموي بالمنطقة في إطار الاستثمار الخاص من قبل إطارات جامعية، إلى جانب غابة الريش التي يقصدها المواطنون مساء كل يوم لاستنشاق الهواء النقي وقضاء لحظات مريحة أو ممارسة بعض الأنواع الرياضية• وفي ظل هذه الوضعية، فإن الأمر يتطلب ضبط برامج ترفيهية سنوية عبر ربوع الولاية واستغلال الإمكانيات المتوفرة، خاصة عبر المناطق الريفية والنائية التي هي في حاجة إلى إعادة الاعتبار من خلال إقامة نشاطات ثقافية وترفيهية أثناء العطل مع العمل على غرس ثقافة سياحية سليمة•