أن يشتكي أحدهم من سرقة هاتفه النقال أو أمواله أثناء تجواله في الشارع أو أثناء انتظاره في موقف الحافلات يعد الخبر عاديا، لكن أن يتعرض المسافرون وهم داخل الحافلة إلى الابتزاز والسرقة والاعتداء بالسلاح الأبيض من طرف اللصوص بالتواطؤ مع مساعد السائق فهنا تطرح علامة استفهام كبيرة! وحسب ما أدلى به ''ق• ع'' أثناء زيارته لمقر جريدة ''الفجر'' فإنه كان ضحية لاعتداء من هذا النوع، حيث تعرض للسرقة داخل الحافلة بعد الاعتداء عليه بالسكين وتهديده بالقتل• وهي الحادثة التي تعود وقائعها إلى الأسبوع الفارط، حيث قام الضحية بحجز مقاعد في الحافلة القادمة من ولاية عنابة إلى الجزائر العاصمة، بعد الاتفاق مع مساعد السائق بحجز 17 مقعدا في الحافلة لأحد عشرة امرأة وستة رجال من نفس العائلة، بعد حضورهم حفل زفاف أحد أقاربهم بالولاية، وهي المعلومة التي استغلها مساعد السائق في التحضير لعملية كان الهدف منها السطو على ممتلكاتهم من أموال ومجوهرات بالاستعانة بمجموعة من الأشرار كانت مهمتهم إخافة وتهديد الضحية رفقة عائلته باستخدام السلاح الأبيض• وأوضح الضحية، إنه بعد انطلاق الحافلة على الساعة 30,7 مساء تفاجأ المسافرون بتهديدات جماعة اللصوص، الذين كانوا يحملون السكاكين مما أحدث حالة من الفزع وسط الركاب، وتعالى صراخ النساء، ويضيف محدثنا أن اللصوص قاموا بتجريد أخيه من حذائه الرياضي وسلسلته الذهبية، فيما تعرض هو شخصيا إلى اعتداء بالسلاح الأبيض لعدم انصياعه لتهديدات الجماعة ونشوب عراك بينهم، كانت النتيجة إصابته بعدة طعنات على مستوى الرأس والرقبة ولم يتركوه حتى جردوه من السلسلة الذهبية، وهو ما يثبته التقرير الطبي بحوزة ''الفجر'' نسخة منه والذي يؤكد أن الضحية أصيب بجروح خطيرة تلزمه التوقف عن العمل لمدة عشرة أيام• وأضاف محدثنا ''ما حدث لنا إلا حالة من الاعتداءات المتكررة التي يعيشها المواطنون خلال رحلاتهم اليومية، لكن الأمر المؤسف أن يتواطأ مساعد السائق مع جماعات اللصوص لسرقة المسافرين داخل الحافلة'' ويضيف الضحية ''أن السرقات التي يتعرض لها المسافرون سببها غياب الأمن''• حيث قال مسترسلا ''قبل انطلاق الحافلة التي كنا قادمين على متنها بنصف ساعة شاهدت بأم عيني عملية اختطاف امرأة على مرأى ومسمع الجميع ولم يحرك أحد ساكنا''• وأشار المتحدث إلى نقطة أخرى وهي تهرب الناس من الإدلاء بشهادتهم، كما أنهم يقفون ساكنين ويرون السارق ولا أحد يتكلم لأن اللصوص يشكلون عصابات مسلحة ومن يفكر في الدفاع عن نفسه يتعرض للضرب أو الاعتداء بالسكين• وطالب الضحية في الأخير من السلطات المعنية توفير الأمن على مستوى محطات نقل المسافرين، من أجل ضمان سلامة الأفراد وحمايتهم من المخاطر التي قد يتعرضون لها خاصة في الفترات المسائية، بما أن الخطر يتضاعف ليلا•